وجوه ومالامح ةاحداث

ذاكرة الايام .. وجوه وملامح واحداث
كانت الحقبة الكويتية غنية بانجازاتها وكانت المنطلق لكل ما بعدها ، وشعرت انني في مجتمع جامعي وله تقاليد جامعية عريقة من خلال اعلام الفكر والثقافة، . وكانت الكويت تصدر اهم مجلة عربية هي مجلة العربي الشهيرة التي عرفت بها الكويت. وكانت تلك المجلة هي هدية الكويت
لكل العرب. في عصر احمد زكي ونشرت فيها عشر مقالات. ، اولها كان عن الاقتصاد الاسلامي ثم تتابعت بعد ذلك في موضوعات مختلفة. في عهد الدكتور محمد الرميحي ، كنت في الكويت. علي صلة قوية بالصديق السيد يوسف هاشم الرفاعي، وكان وزيرا. للدولة وصاحب نفوذ في مجتمعه. وكان يحظي بثقة ولي العهد الشيخ جابر ، وهو رجل صوفي. ومن ابرز ، رموز الخير والصلاح في مجتمعه ، ورأيت الكثير من ابناء الجاليات الاسلامية. يقصدونه. لحل مشكلاتهم ويجدون منه الصدر الرحب ، وأنشأ معهدا شرعيا ، وكان يشرف عليه وكنت عرفته لاول مرة خلال زيارته للسيد النبهان في عام ١٩٦٨ ، ومنذ اللقاء الاول بدات بيننا صلة صداقة ومحبة ، واستمرت طويلا ، وهو اول من رشحني للجامعة.، وارادني ان اكون في الكويت وعمل لذلك ، وزرته بعد ثلاثين عاما وتحدثنا عن ذكريات. الماضي ودعاني لحضوراحد مجالسه الصوفيه في منزله وتكلمت فيه ، ، وهو اول من رشحني لجامعة الكويت. وسعي لذلك. ، وقبل الجامعة. ارادني في البداية ان اكون في الموسوعة الفقهية في الكويت مع الاستاذ مصطفي الزرقا في عهد وكيل الوزارة عبد الرحمن المجحم. ، وكانت هناك خلافات. داخل الموسوعة ادت. لعزل ثلاثة من ابرز العاملين فيها من الكفاءات العلمية ، ومنهم الدكتور القلعجي وبسام الاسطواني. وسعد ابو جيب ،. واخرجوا بطريقة دفعتهم. للدفاع عن انفسهم. عن طريق نقد ادارة الموسوعة في الصحف الكويتية. ،، واضعف ذلك من هيبة الموسوعة بسبب تلك الخلافات حول الموسوعة. ولَم يعد هناك من يدافع عنها ، وحزنت بسبب ذلك. وادركت الخطر المحدق. بها ، وعندما تولي الوزير. السيد راشد. الفرحان وزارة الاوقاف والعدل. الغي الموسوعة. نهائيا بقرار مجلس حكومي. واعتبرها متعثرة. وغير منتجة. ، وغادر الاستاذ الزرقا الكويت الي عمان كاستاذ بكلية الشريعة ، ثم انتقل الي الرياض كمستشار فقهي. ، ودعوته الي منزلي عند زيارته الي الرباط للمشاركة في الدروس الحسنية بحضور سفير سوريا في الرباط. السيد علي حسُن. كما دعوته لالقاء محاضرة بدار الحديث. الحسنية. عن تطور قوانين الاحوال الشخصية وكان. مرجعا في كل ذلك ، ولا اشك ان الاستاذ الزرقا هو فقيه هذا العصر الاقدر علي فهم دقائق الفقه وامتلاك الملكة الفقهية بفهمه واسلوب كتابته الراقي الذي. لم اجد من يماثله فيه. دقة وجمالا ، وكنت احبه واحترمه والتقينا في الجزائر وعمان وفِي مؤتمر الاقتصاد الاسلامي في مكة المكرمة ، وعندما كان يكتب لي رسالة بكتب ، الي ابن ابن الاخ. ، وكان السيد النبهان يحبه ويقول عنه انه الفقيه ابن الفقيه ابن الفقيه ، ومنهجه في المدخل الفقهي كان فريدا ومتميزا . ، وكل من كتب بعده كان عالة عليه في كل ما كتب عن النظريات الفقهية من بعده ولم اجد من يماثله في عصره في دقة عبارته ، وكلنا نستعمل بعض عباراته. الفقهية. ومنها سلطان الارادة التعاقدية والمصطلحات الفقهية الاصلية. بعبارات فقهية راقية الدلالة ومنها. نظرية الفساد والبطلان.ونظرية العقد والمؤيدات ، وعادت ادارة. الموسوعة بعد اكثر من عشر سنوات. وبلغني من بعيد . ان الشيخ بدر متولي عبد الباسط قد كلف باحياء الموسوعة ولا اعرف شيئا عن ذلك ، وهو استاذ متمكن. وفقيه متخصص وعميد. لكلية الشريعة وكان زميلا قديما. في قسم الشريعة الي جانب الصديق الدكتور حسُن الشاذلي. وزكريا البري وسلام مدكور ، واخرجت تلك ااموسوعة . الفقهية. التي هي مفخرة الكويت العلمية. واهديت لي باجزائها. الكبيرة وكنت ارجع اليها واستفيد. ، وقد كتبت عن فكرة. تلك الموسوعة ومنهجيتها العلمية في تلك الفترة. في كتابي المدخل الذي كنت ادرسه في. كلية الحفوق وطبع وكنت ادرسه وكان ذلك قبل عودتها. كما تكلمت فيه. عن. الموسوعات الاخري ، ومنها معجم ابن حزم في جامعة دمشق الذي اعده السيد المنتصر الكتاني وموسوعة عبد الناصر الفقهية في مصر ،وهناك فهرس مهم وضعه الصديق المحامي احمد مهدي الخضر عن حاشية ابنُ عابدين وربما يكون هو الاقدم ، وحدثني انه هو صاحب فكرة الموسوعة عندما كان وزيرا للاوقاف بعد عهد الانفصال ، ووقع تداول اسمه كخبير للموسوعة واستدعي للكويت ، وكان صديقا شخصيا. للوزير راشد الفرحان ، واشهد ان السيد راشد القرحان لم يكن يريد الغاء الموسوعة كما سمعت منه. شخصيا وهو صديق قديم. وهو شخصية طموحة وغيور علي الفقه الاسلامي . وله موقف لا يعلمه. بالنسبة لي وكان له اكبر الاثر في حياتي فيما بعد عندما كان وزيرا للعدل والاوقاف ، وقد يقرؤه لاول مرة ، ، عندما عقد في الكويت. اول مؤتمر لوزراء الاوقاف العرب بعد مؤتمر دمشق اتصل بي السيد. راشد الفرحان ودعاني لحضور ذلك المؤتمر وكان المؤتمر يناقش. قضية وحدة المواقيت الاسلامية. ، وبخاصة. رؤية هلال رمضان وقضايا اسلامية ، وحضرت المؤتمر في عام ١٩٧٢ ، وفِي حفل الافتتاح ، القي كل الوزراء كلماتهم ، وتقدم رجل في السبعين من العمر ويرتدي الطربوش الاحمر علي راسه وعرفت انه من المغرب والقي كلمة. ارتجالية كانت رائعة وجريئة. وصريحة عن. رسالة الاوقاف. ومهمة. هذه الوزارة في خدمة الثقافة الاسلامية ، ولفتت هذه الكلمة الانتباة الي ذلك الوزير تقديرا واعجابا ، وتتابعت جلسات المؤتمر ، كانت هناك حوارات جانبية في المجالس الخاصة وعلي موائد الطعام ، وكان السيد راشد الفرحان. يحرص ان اكون. في تلك. المجالس. الحوارية. المفتوحة ،. وانتهي المؤتمر. ، وبعد الجلسة الختامية تقدم مني ذلك الوزير المغربي الذي القي كلمة الافتتاح وقال لي اريد ان اجتمع بك ، لم اكن اعلم عنه اي شيئ ، ولَم اسمع باسمه من قبل. ، قال لي في بداية اللقاء ، انني وزير الاوقاف والثقافة في المملكة المغربية ،. ولَم يقل لي اكثر من ذلك ، وفيما بعد علمت انه علامة المغرب واحد ابرز وجوه المغرب العلمية والاسلامية و هو رئيس حزب سياسيي ويملك رصيدا كبيرا من الاحترام في المغرب وهو احد الاعمدة الكبيرة كالزعيم المغربي علال الفاسي ، وله كتاب في تفسير القران في ستة مجلدات وهو صاحب ثقافة. موسوعية. كبيرة ، وكان عضوا في مجلس الوصاية ورئيسا لعلماء المغرب وكان عاملا وسفيرا ووزيرا ، تحدثنا لمدة ساعة في قضايا فكرية وثقافية ، وانتهي اللقاء ، كان لقاءا عابرا كدت ان انساه ،و بعد ستة شهور. تلقيت برقية مستعجلة من المغرب من هذا الصديق. الشيخ محمد مكي الناصري رحمه الله ، يدعوني فيها الي زيارة المغرب في رمضان لالقاء درس امام الملك الحسُن الثاني رحمه الله ، ترددت كثيرا في تلبية الدعوة لاسباب كثيرة ، وشجعني الاصدقاء ، واخيرا وجدت نفسي في الرباط في صحبة. اعلام كبار. من ابرزهم شيخ الازهر
الدكتور عبد الحليم محمود والحبيب بلخوجة والدكتور صبحي الصالح والشيخ محمد الغزالي ، لكي نبتدئ بذلك حقبة جديدة ، وقد بدأت قبل ان تبدأ باربع سنوات. ، استقبلني ذلك الصديق افضل استقبال , وابتدأ فصل جديد من تلك الرواية ، هي قصة الحياة. كما هي الذاكرة ..
( الزيارات : 483 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *