وصلت الرسالة

ذَا كرة الايام ..وصلت الرسالة

تذكرت ذلك الصديق الذي كنت اعرفه في حياتي المبكرة ، كان قريبا مني ومحبا ووفيا ، وكان الكل يعر ف محبته.لي واخلاصه ، وكنت اثق به. ، و اشفق عليه من كل الاخرين ، كان يخدمني بغير حدود ، كان. موهوبا. وكان من حوله يضيقون بما كان يفعله ، وكنت اخشي ان يكيدوا له كيدا ، كنت احذره من ذلك ، وكان لا يبالي ، وحذرته يوما. فاستخف بكل الاخرين لانه كان يعتقد انه علي الحق في قناعاته ، كان قويا. وصامدا. ولَم يأبه بكل ماكان يصادفه ، وكانه لا شيئ يخيفه ، كان لا يخاف احدا ، وكان مستعدا لكي يتحمل كل المحن في سبيل قناعته ، كان وقيا وصالحا وودودا ، كان واثقا انه علي حق وانه يفعل ما يمليه عليه ضميره من قناعات. ، وفجأة وعلي غير توقع غاب طويلا ولَم اعد اراه ، واخذت ابحث عنه في كل مكان ولم اجده ، وخشيت ان يكون قد اصابه مكروه ، لم يعد له اي وجود ، وخفت عليه من مكروه اصابه ، كنت اعلم انه قوي بما فيه الكفاية للدفاع عن نفسه ، كان علي حق ، ولهذا كبرت ثقته بنفسه ، غاب ذلك الصديق ولَم يعد ، مدة كافية من الغياب كانت كافية لعودته ولَم يعد ، لم أفقد ثقتي به ، تخيلت ان مكروها اصابه ، لو كان مريضا لكنت رأيت اثار المرض فيه ، ومرت الايام ، وكدت ان افهم الاسباب ، ما زلت انتظره ، وانا واثق انه سيعود يوما ، وسوف اراه كما عهدته , كان قوي البنية واثقا من نفسه ، كنت واثقا انه يريد ان يقول لي شيئا ولو بطريقة هامسة ، سمعت كلمته الهامسة ,  ووصلت قبل النطق بها كم نسمع كلمات ممن لا يستطيع النطق بها. ، هناك من يريد ان يعبر,  ولكنه لا يستطيع ذلك ، الصمت ناطق احيانا ، ساحتفظ بسر ذلك الصديق ، كنت اراه يرسل لي اشارات. من خلف القضبان.التي حجبته وكانت مقروءة ، انني التمس له العذر في غيابه ، ولا اعتب عليه ابدا فانا افهم ما حجبه ، وما عهدته الا وفيا وودودا ، ، كم نحفي في داخلنا اسرارا. لانستطيع ان نبوح بها لاحد ، كل ليل مهما طال ظلامه لا بد له من نهاية ، وعندما يطلع الفجر ولا بد الا ان يكون يكشف نور الصباح ما كان يخفيه الظلام. من اسرار ، تلك هي الحياة ، لم تكن من طبيعتي ان اكونً متشائما قط ولا يائسا ، وقد مرت بي احداث من قبل ، وضقت بها ، وظننت انها النهاية واكتشفت بعد حين انها هي البداية لما بعدها ، وأقول لذلك الصديق انني افهمك جيدا ، وانني التمس لك العذر ولو كنت غائبا ، لانني اعرف انك من الاوفياء ، وانني اعلم انك سوف تتابع الرحلة التي بدأتها من قبل ، ولن تتوقف. ، ما مر بك. لست انت المقصود منه المقصود هو الحقيقة التي اضاءت شعلتها في فلبك فانارت وكشفت. ما كان خافيا ، انت تكتب صفحة في سجل التاريخ. ، انت شاهد حي ، وقد ارادك الله ان تكون شاهدا علي عصرك ، فيما امتحنت به ، لقد اضفت صفحة جديدة ، وسوف تلهمك الجديد مما يثير اهتمامك. ، انه درس في الحياة ولا بد منه ، ما كان من الله فالله هو الذي يتولاه في البداية وفي النهاية فلا تحزن ،

وتذكرت ذلك اليَوْمَ الذي رأبت فيه ذلك الرجل. الصالح. الذي زارني ليلا وهويقرأ تلك الاية الكريمة ا ويرددها مرارا.. :

الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران: الاية ١٧٣ ، ١٧٤

 

( الزيارات : 464 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *