ولادة الافكار

كلمات مضيئة ..ولا دة الافكار

كيف تتولد الخاطرة في الذهن في البداية ، سؤال متجدد لاجل فهم الحياة ، هناك امران متلازمان يمثلان الحياة ،

 اولا : الوجود المادي للكون بكل مافيه من جمادات واحياء ،

وثانيا : ادراك ذلك الوجود ، والانسان هو اداة ذلك الادراك بالقوي التي يملكها ، وهي القوة الادراكية التي اداتها العقل والموجهات لذلك العقل من القوة الغريزية. الانفعالية الشهوانية والغضبية اولا و والقوة الروحية التي تشعره بوجوده الانساني ثانيا ، وكل من القوتين ضرورية لكمال الحياة ، ولا تستقيم الحياة الا بهما معا ، وقد تسيطر احدي القوتين علي الاخري وتتحكم فيها ، هذا هو الانسان المخاطب من الله تعالي. بخطابين , الاول :خطاب ايماني. موجه للفطرة الكامنة في الانسان ، والخطاب الثاني تكليفي موجه للعقل ان يفهمه ، وكل من. الخطابين. يقودان الانسان ويتحكمان في افكاره اولا , وفِي سلوكه ثانيا ، والفطرة. هي الحقيقة الانسانية التى هي مستودع الايمان والرقيب على الانسان ، وقد نسميها القلب ، وقد نسميها الضمير ، وهي قوة مستمدة من النور الالهي الذي يغمر الوجود بكل ما فيه من ذلك التعدد ومن فيه من العباد ، اما القوة الثانية وهي العقل فهي قوة الادراك المادي لهذا الوجود ، وكل من القوتين تحتاج الي تغذية مستمرة لكي تؤديان الي كمال الادراك بالحياة كنعبير عن عظمة الخالق المبدع الذي يتجلي بكل مظاهر الوجود من احياء وجمادات وما لم يكتشف. من اسرار الوجود الاخرى ، والانسان. هو اكرم ما في الوجود علي الله وهو المستخلف علي الارض , وهو المسخر لكي يكون المؤتمن علي الحياة يسهم في. نموها لكي تبلغ كمالها وجمالها من خلال ذلك التسخير المعجز ، كل شيئ في خدمة الحياة ولاجل الحياة ، وكل شيئ مسخر للانسان , والانسان مسخر لكي يكون بما يملكه من القدرات هو المسخر الاول لكل ما في الحياة تمكينا لها في الارض وبحثا عن اسبابها المادية ، وهو الذي يستخدم كل شيئ. عن طريق اكتشاف اسرار الطبيعة. وقوانين الكون لكي تكون في خدمة تلك الحياة ، واهم ما يتميز به الانسان هو الافكار التي تقوده الي السلوك الظاهرى ، وتولد الفكرة في البداية من خلال ذلك التفاعل بين الانسان والحياة فتتقدم الفكرة في البداية كخاطرة عابرة هي اقرب ما تكون الي السحب المتعاقبة الناتجة عن اختلاف الفصول ، الخاطرة هي وليدة انفعال يحدث اثره ، فتتولد من ذلك الانفعال  الخاطرة في الذهن كبارقة مضيئة مفرحة او محزنة ، مبشرة او منذرة ، وتعود الخاطرة من جديد الي ان تجد مكانا لها في القلب اولا ثم العقل ثانيا لكي يتم التأمل فيها من منطلق عقلاني ، وعندما تجد تلك الافكار. الدفء. تأنس وتستولي وتأخد مقعدها في الاهتمامات الي ان تجد الصوت الخفي الذي يناديها ويخرجها الي عالم الحياة كما تخرج الاجنة من الارحام ، وهناك خواطر الخير وخواطر الشر ، القلب يغذي خواطر الخير المقترنة بالرحمة من منطلق الايمان ، والغربزة وبخاصة  الغضبية الناتجة عن مشاعر الالم والشعوربالظلم تغذي خواطر الشر عن طريق سيطرة الاحقاد المكبوتة المختزنة في زوايا القلب ، وتكبر. تلك الخواطر ، الي ان. تصبح قناعة فكرية بسبب الالحاح الداخلي المعبر عن ذلك الانسان ، وتنتقل تلك الخاطرة الي موطن القرار ، وتتولد الارادة التي توجه العقل. لاختيار الطريق الموصل ، ويكون بعد ذلك السلوك الظاهر المعبر عما في الداخل من انفعالات واستعدادات ومغالبات بين الخير والشر ، وهنا يبرز دور ذلك الانسان المكلف والمؤتمن والذي يجب ان يمسك بزمام. نفسه والا يضعف وان يختار الطريق الصحيح الذي يليق بذلك الانسان المخاطب بامر الله ان يختار الطريق الذي يقوده الي الله طاعة لله ورحمة بالعباد. والا يظلم ولا يعتدي ولا يفعل ما حرمه الله عليه ، كل افكارنا. تبتدئ كبارقة في داخلنا ثم تكبر متأثرة بما نحن فيه ، الي ان. تصبح منهجا متكاملا لاجل كمال الحياة ، الفكر الانساني وليد مجتمعه. ويتجدد باستمرار لكي يواكب حركة الحياة من خلال معيار واحد الخير والشر ، وتلك هي رسالة الدين ان تكون هادية الي طريق الخير. ، وان تنمي الاستعداد له عن طريق تغذية تلك القوة الايمانية الروحية بمحبة الله التي تبرز من خلال مشاعر الرحمة بالعباد وكراهية الشر بكل اشكاله. المعبرة عن الانانية والقسوة والطبقية الاجتماعية والطغيان في الارض ،وعندها نفهم رسالة الاسلام كمنهج. لرقي الحياة. من خلال. فهم احكامه. بطريقة تحترم فيها. المقاصد الكلية الجامعة لرسالة الدين بعيدا عن جهل الجاهلين بحقيقة الدين كمنهج الهي لاجل الخير في الاهداف. والعدالة في الحقوق , والشعور بالتكافل لاجل استمرار الحياة ..

( الزيارات : 387 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *