‏الحكم العطائية وقوانين الفكر الصوفي

‏الحكم العطائية وقوانين الفكر الصوفي

AL7EKAM

هذه ملامح من الحكم العطائية ، وحظيت هذه الحكم قديماً وحديثاً باهتمام العلماء والباحثين والمربين ، لما اشتملت عليه من معانٍ سامية ‏وتوجيهات رائعة ، وحكم بليغة ، ونصائح ثمينة ، والمتأمل في هذه الحكم يدرك عظمة الفكر العطائي وسعة التجربة العطائية وشموليتها ، ونستطيع أن نقول بأن الحكم العطائية تتضمن قوانين الفكر الصوفي ، وقوانين التجربة الروحية ، ومن الصعب تجاوز هذه الحكم أو تجاهل مكانتها في الفكر الصوفي ، وتمتاز هذه الحكم بمنهجها العلمي ، ولا نجد فيها تلك المعاني الشطحية والتجاوزات الفكرية والشطط في التفسير والتأويل ، فابن عطاء الله السكندري عالم متمكن ، عبارته رصينة ، وفكره خصب ، ورؤيته سديدة  ، قد يكون مغرقاً في بعض المعاني وبخاصة فيما يتعلق بإسقاط التدبير وإلغاء الإرادة الإنسانية فيما يتعلق بسلوك العبد ، ونسبة كل شيء إلى الله تعالى إلا أن هذا الاتجاه لم ينفرد به ابن عطاء الله ، وإنما نجد في معظم كتابات الصوفية أقوالهم ، فهم قوم انطلقوا من منطلق التسليم لله تعالى ، وفوضوا أمرهم لله ، واعتبروا كل شيء من تدبير الله ، في حياتهم وسلوكهم ، في عبادتهم وزهدهم ، في رزقهم وعملهم ، وتتجلى في الحكم معظم الأفكار الصوفية  ، وكل حكمة تتضمن قاعدة من قواعد السلوك الصوفي ،  وتنطق بما التزم به أهل التصوف في ‏حياتهم وسلوكهم .

       

‏وتتميز الحكم الصوفية بأنها استخدمت المصطلح الصوفي بطريقة علمية سليمة ، وعبرت عن معاني ذلك المصطلح من خلال إبراز معانيه المراده  به ، ومن اليسير علينا أن نعرف كثيراً من المصطلحات الصوفية من خلال الحكم العطائية ، ولكل مصطلح معناه ودلالته الخاصة ، ‏كما أوضحت معاني تلك المصطلحات في التربية الصوفية .

‏ومن أهم المصطلحات التي استخدمها ابن عطاء الله بطريقة ذكية ومعبرة : التجريد ، والأسباب ، والتدبير ، والوقت ، والخصوصية ، والبشرية ، والواردات الإلهية ، ‏والتعرف ، ‏والتدبير ، والأغيار والنور ، والبصيرة والقبض والبسط  ، ‏والفهم  ، ‏والمنع  ، ‏والقهر ، والإيجاد  ، والإمداد  ، ‏والورد ، ولم يكتف ابن عطاء الله بإيراد هذه الألفاظ الاصطلاحية  ‏وإنما أوردها ضمن حكمه  فجاءت واضحة المعاني ‏بينة الدلالات محكمة في أسلوبها .

( الزيارات : 834 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *