شعوب المنطقة وأهمية التعايش والحوار

كلمة اليوم
تابعت باهتمام تاريخنا العربى والاسلامى وتتبعت تاريخ المغالبات السياسية والقومية والطائفية بين شعوب هذه المنطقة المتعايشة والمتساكنة والمؤتمنة على شعوبها والتى يحمعها تاريخ مشترك من التحديات ومن العيش المشترك ومن الانتصارات والنكسات , فثقافة الاسلام هي وليدة جهد مشترك بين الشعوب الاسلامية التى يوحد الاسلام فيما بينها فى المفاهيم والقيم واصول العقيدة فى الايمان والتوحيد والنبوة , وفى اصول الاحكام الشرعية فى العبادات والمعاملات والاداب , ما احوجنا اليوم الى اعادة اللحمة الى ذلك التعايش والتساكن فى ظل صيغة عادلة من التوافق على الثوابت واللجوء الى الحوار لمنع التشابك والتصارع والتنابذ بالالقاب , ما اروع الاسلام وهو يحذرنا من ذلك التعصب الجاهلى ومن احياء ذلك التناقض بين شعوب احتكمت الى الاسلام وامنت به , ما اسوا دعوة الجاهلية وهي تنادى بالثارات والاحقاد والدماء , ما ذنب الابرياء والاطفال والشوخ والنساء , ما اقسى ما يفعله الجهل بنا عندما نغفل عن الله فيقتل بعضنا البعض الاخر , ونخرب بايدينا ما بناه الاجداد من الماثر والامجاد ..
ما احوجنا الى صيحة عاقلة شجاعة مؤمنة موقظة تنادى فى ساحتنا ان افيقوا ايتها الشعوب فانتم تقتلون انفسكم بايديكم وتخربون بيوتكم بارادتكم وانتم غافلون عما تفعلون , لا احد يمكن ان ينتصر فى معركة الدفاع عن الذات والوجود , العرب والكرد والامازيغ وفارس والترك كلهم شعوب هذه المنطقة وكلهم ساهم فى بناء صرح حضارتنا الاسلامية بجهد الاعلام ممن ينتمون الى كل هذه الشعوب فلا احد يمكنه ان يخرج شعبا من ارضه مهما كانت التضحيات , واننا نفخر باعلامنا فى مجال العلم والثقافة والى الفاتحين العظام من ابطالنا ممن ينتمون الى تلك الشعوب والقوميات , لا نفرق بين احد منهم بسبب نسب او انتماء او خلاف قومى او طائفى او دينى , فالكل ابطالنا وهذا هو تاريخنا , وعلينا الا نثق بالغرب الصليبى الذي لم يكن قط صديقا لنا او حليفا على امتداد التاريخ , وكان الغرب هو المحرض على اثارة العصبيات لكي يضمن مصالحه فى ارضنا ويضمن استغلاله لثرواتنا وان يجردنا من كل اسباب قوتنا ووحدتنا لكي يسعى بعضنا فى انهاك البعض الاخر لكي يرضخ الجميع لما يفرض عليهم من سياسات ومخططات ..
ما كان الغرب بكل دوله صديقا او ناصحا او غيورا علينا ولن يكون , دماء السوريين وكل العرب ليست غالية عليه لكي يذرف الدمع عليها , انه يقطف ثمار ما خطط له لكي يحتكم الجميع اليه , متى يستيقظ شعبنا من غفوته ويدرك انه مؤتمن على قضاياه ومستقبله , وان الابرياء من شعبنا لاذنب لهم وان الاعتداء عليهم هو عمل لا يرضاه الله , متى نملك الشجاعة لكي نختار الطريق الصحيح الذى رسمه الاسلام لنا وان نحتكم الى حكم الله فى خلافاتنا وان يكون الحوار هو اداتنا للتوصل الى حل مشاكلنا الناتجة عن التعددية القومية والطائفية والطبقية ..
تعالوا الى كلمة سواء نرضى الله بها ونتقرب بها اليه , ونحفظ بها بلدنا من الدمار والخراب ونحقن بها دماء الابرياء من شبابنا واطفالنا وشيوخنا..
وانا الى ذلك لداعون ومتطلعون وعاملون .. وندعو الله تعالى ان يشرح قلوبنا للخير والصلاح والرشاد لكي نرضي الله بعمل صالح نتقرب به اليه ..

( الزيارات : 662 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *