Untitled

محاضرة عن السلطة والقانون
القى الزميل والصديق الدكتور مولاي ادريس العلوى العبدلاوى رئيس جامعة القرويين سابقا ومن اعلام القانون فى المغرب حديثا قيما عن التلازم بين القانون والسلطة فى الاكاديمية الملكية المغربية مساء يوم الخميس 5 يونية 2014 تكلم عن مفهوم السلطة والقانون والتلازم بنهما من خلال الفكر السياسي والتاريخ الواقعي ..
وقد علق الدكتور محمد فاروق النبهان على البحت بالكلمة التالية ..

أشكر الزميل العزيز الدكتور مولاي إدريس العلوي العبدلاوي على هذا البحث القيم، الشامل والموضوعي والنزيه الذي استعرض فيه جميع الموضوعات المتعلقة بالسلطة وتطور الفكر السياسي منذ العصور الوسيطة.
كيف تكونت الدولة ؟ وكيف قامت الدولة ؟ وماهي العلاقة ما بين الشعب والدولة و السلطة ؟..
مفاهيم كثيرة تعرض لها العلماء المسلمون في السابق، والعلماء الأوروبيون في العصور الوسيطة.
أقول بأن هناك غموضاً كبيراً في كثير من المفاهيم، وأذكر أنني عندما كتبت كتابي قبل أربعين سنة عن “نظام الحكم في الإسلام، وهوكتاب كبير طبعته جامعة الكويت، وجدت نفسى أبحث في دراسة تاريخية وصفية، بعيداً عن المفهوم الحقيقي للسلطة والوظائف التي تقوم بها.
اعتمدت على كتاب الماوردي “الأحكام السلطانية” وما كتبه العلماء الآخرون , ووجدت أنهم كانوا يتحدثون عن الفكر السياسي من خلال ما هو واقع في الدولة الإسلامية.
ولم يكن هناك حديث عن موضوع الحريات., وعندما وصلت إلى باب كان عنوانه : “حكم الثورة على الحاكم” لم أجد إلا القليل مما كُتب حول هذا الموضوع. ووقفت حائراً.
العلماء يقولون : تجوز الثورة على الحاكم الظالم أو الفاسق، ولكن من الناحية التطبيقية الواقعية، كيف يمكن أن نحكم في مثل هذا الموقف ؟
بعض العلماء قالوا يجب أن نبحث في موضوع الأولويات والمصالح والنوازل، وما يترتب على الثورة من أخطار تؤدّي إلى الفوضى وقد تؤدى الى اضرار بالمجتمع …
قضايا كثيرة تتعلق بالسلطة، وهو أهم موضوع اليوم في العصر الحديث، ليس على مستوى العالم العربي،بل على مستوى العالم كله.
لابد من مفهوم جديد للسلطة.
الطغيان، معناه التجاوز : عندما نتحدث عن السلطة والقانون، فمن يضع القانون ؟ السلطة هي من تضع القانون والدستور. والاستفتاء الحر النزيه هو استشارة الامة فى دستورها
إذن هذه السلطة، عندما تضع دستوراً، ستضع دستوراً يحمي مصالحها ولذلك تجب استشارة الامة
الأصل في القانون، أو الدستور، أن تضعه الأمة، و الحاكم يلتزم به ويؤدي القسم على أن يحترمه. وهو الوثيقة التي يقع التوافق عليها.
كتبت قبل يومين حول فكرة الانتخابات
قلت لا قيمة للانتخابات اذا لم يقع التوافق عليها قبل وقوعها ، لأن الأصل في الانتخابات أن يقع التوافق عليها. , إذا لم يكن هناك توافق على الانتخابات، ما قيمة أن يُعلن عن فوز فلان أو عدم فوزه ؟ في حال لم يقع توافق على فكرة الانتخابات. فالنتيجة التي سوف تسفر عليها الانتخابات سيرفضها من لم يوافق عليها..
الطغيان ماهو ؟ هو تجاوز الحقوق والحدود.
الطغيان أمر طبيعي وحتمي. فى الانسان اذا ملك القوة المطلقة
قد يكون أب الأسرة طاغية في بيته على زوجته وقد تكون الزوجة طاغية، وقد يكون جار ك طاغية، إذا كان قوياً وصاحب سلطة ..يبدأ بالتجاوز عليك.
قل دائماً لصديقك ولكل الاخرين : “لا تتجاوز !”
عندما تقول هذه الكلمة، تبدأ عملية الصحوة. لكن، هل نحن نملك القدرة لنقول للطاغية لا تتجاوز ؟ هنا تأتي الثورات. ..ليست الثورة هي الحل الطبيعي أو الحل النهائي فقد تنجح، وقد لا تنجح. .هي الخيار الاخير
عليك ان تضع من البداية الحواجز لكي لا تصل إلى الطغيان.
الخطوة الأولى، أنت تستطيع أن تمنع الطغيان، ولكن عندما يكبر هذا الطغيان، لا تستطيع أن تمنعه.
إذا تطاول جارك على حدودك، تتقدم إليه في المرة الأولى وتقول له :قف عند حدودك. أما إذا سكتّ فهو سيتجاوز أكثر في اليوم التالي.
أيضا في العلاقة بين الأزواج، إذا كان الزوج يملك القوة على زوجته، لو قالت له زوجته من البداية قف، لا تتجاوز، لن يجرأ على التجاوز.
فلا بد من تكوين الإنسان الذي يحترم نفسه ويعرف حقوقه .
لابد من وجود ثقافة الحقوق، أن أعرف ماهو لي وما هو علي.
من اهم أسباب الخلاف بين الزوجين هو أننا لا نفهم ثقافة الحقوق لدى الطرفين.
اليوم أصبح الإعلام يلعب دورا كبيراً في توجيه الرأي العام ، لم نعد نعرف من هو محرك هذه الثورات .
قد تكون الثورة محركة من الخارج لتحقيق أهداف . والشعب يجهلها، لا يعرف لماذا يقوم بهذه الثورة.ويكون مطية لغيره
هناك ضيق وظلم ، وهناك طغيان وتجاوز وهذا امر لا خلاف فيه
فهناك ضيق داخلي، ولكن ليس هذا هو السبب الحقيقي للثورة.
السبب الحقيقي لمعظم الثورات هو تشجيع خارحي لتحقيق أهداف لمن يشجع الثورة وقد تخفى هذه الاهداف على الشعب من حق الإنسان ان يدافع عن حقوقه وحرياته حتى النهاية. هذه شعوب المنطقة تتصارع في مجتمع واحد لوجود انظمة استاثرت بالسلطة .
إضعاف الجيوش العربية هو هدف من الاهداف ، سيكون هناك حكم ذاتي في إسرائيل للفلسطينيين. ولا بد الا أن تكون المنطقة خالية من السلاح وخالية من الجيوش.
وإذن الهدف هو إضعاف جيوش المنطقة. وهناك الصراع الطائفى لاستنزاف كل الشعوب ماديا وبشريا وعسكريا
هذه الأهداف كلها تحققت الان فى مصر وسوريا والعراق .والصراع الطائفي مطلب قديم وقد تحقق الان وكل المنطقة تدفع الثمن.. وما زلنا فى البداية

نحن اليوم أمام تصور جديد لمفهوم السلطة.
شرعية السلطة تعتمد على التفويض الإرادي من الأمة للسلطة. تفويض إرادي وليس قهرياً.لابد ان يحظى النظام السياسي بالتوافق الارادى عليه ويعبر عن ارادة الامة ..لا يمكن لاحد ان يستاثر بالسلطة قهرا
الإسلام وضع حقوقاً لا يملك حتى الدستور أن ينتزعها. وهي كرامة الإنسان : ﴿ولقد كرمنا بني آدم﴾، لا يمكن أن ننتزع هذا الحق، وأي دستور يُخالف هذا نستطيع أن نرفضه.
الإسلام أعطى صفة التمثيلية لمن يحكم. بشرط أن يلتزم بحدود الشرع. ولا يستطيع أن يتجاوز القانون . قضايا الأمة مرتبطة بارادة الامة
الدين حليف المستضعفين، حليف المظلومين في كل عصر من العصور. لم يكن الدين أبداً حليفاً للأقوياء ضد الضعفاء. لا في النظام الاقتصادي ولا في نظام الحقوق ولا أي موقف من المواقف.
لماذا؟ لأن القوي لا يحتاج إلى الدين. القوي لا يحتاج إلى الشرطي لكي يحميه ، فالدين دائماً هو حليف الضعفاء والمستضعفين.
نحن نحتاج إلى التربية الدينية لكي نحترم حقوق الإنسان.
هذا هو الإسلام الذي نريده… الإسلام الذي يحمي المستضعف من الظلم الذي يقع عليه.من الاقوياء
وهذا هو مفهوم السلطة التي تحاول أن تقترب من المفهوم الإسلامي الذي يحقق كرامة الإنسان.
وأشيد بالبحث القيم الموضوعي الذي اعتدنا دائماً أن نسمعه من الزميل الدكتور مولاي إدريس العلوي العبدلاوي. وشكراً له على هذه الجولة المفيدة العميقة، التي طرح فيها قضايا مهمة نحتاجها اليوم.وشكرا لكم .

( الزيارات : 1٬082 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *