Untitled

ممكن والمستحيل
..القى الاخ الاستاذ الدكتور ادريس خليل عالم الرياضيات الكبير محاضرة علمية فى مقر الاكاديمية الملكية المغربية مساء الخميس من الاسبوع الماضى بعنوان الممكن والمستحيل فى علم الرياضيات تحدث فيها عما هو ممكن وعما هو مستحيل ,وهناك اشياء ممكنة وغير ممكنة فى وقت واحد لانها ليست مستحيلة ولكنها لا يمكن ان تكون واحيانا يكون امكانها واحدا بالمليار كما اذا وضعت حبة شعير ضمن تلة من القمح فلايمكن ان تخرج حبة الشعير ولكنها ليست مستحيلة ..
وقد علق الدكتور محمد فاروق النبهان على المحاضرة بالكلمة الارتجالية التالية :

وثائق الاكاديمية:
سعدنا بمتابعة الحديث القيم الذي ألقاه الزميل العزيز الدكتور إدريس خليل. وانتقلنا معه في رحلة جميلة عبر تأملات فلسفية حول الممكن والمستحيل. وفعلا كانت رحلة رياضية وفلسفية جميلة و ممتعة وجديدة في موضوعها. وخرجنا من عالمنا الحسي الذي نعيش فيه – عالم الممكن إلى التأملات حول عالم المستحيلات…
كنت أتأمل خلال الحديث، في كثير من القضايا التي كانت مستحيلة في نظرنا. وأصبحت اليوم ممكنة. , هل كنا نتصور أن أتكلم اليوم، ويسمعني شخص آخر في أمريكا ؟ لم يكن أحد يتصور هذا، أو أراه وأنا جالس هنا وأتحدث إليه.
إذا كانت الصورة اليوم قد انتقلت بهذه السرعة، فقد تصل إلى درجة ندرك أن العقل الإنساني الذي هو أداتنا لمعرفة الممكن، قد لا يحيط بكل شيء وقد لا يكون هناك ما هو مستحيل فى المستقبل…
قد يكون كل شيء ممكن عندما تتحقق الأسباب. لامكانه وهذا ما دفع الإمام الغزالي في رحلته من الشك. الى اليقين عندما شك في كل شيء، شك في وسائل اليقين، وقال : «ليس هناك يقين» وهو يبحث عن الحقيقة.
أين اليقين ؟ أين الحقيقة ؟ كل شيء نسبي على وجه التأكيد. ..كان يقول : هذا العقل الذي أعتمد عليه في الفهم لا يوصلني إلى اليقين. لأنني أشك فيه وأعرف جيداً كيف يشتغل هذا العقل.. فما أقيم الدليل عليه، أنا قادر أن أقيم الدليل على عكسه! وهنا كتب كتابه : “المنقذ من الضلال”. وتحدث فيه عن مفهوم اليقين.
في حياتنا هناك أشياء لا ندرك سرها. ..العقل الإنساني يُدرك ما يحيط بالإنسان وليس أكثر…عندما أنظر بمسافة 2 كيلومتر لا أرى شيئاً. ولكن هذا لا يعني أنه لا يوجد شيء. لكن عقلي أو نظري لا يمكن أن يرى أكثر من هذا. وعقلي لا يمكن أن يستوعب ما هو محيط بي., هناك أشياء في الحياة أكبر بكثير، ولا ندركها ولا نعرفها.
عندما أتأمل اليوم في التاريخ، أجد أحداثاً ليست ممكنة بمنطق العقل. ولكنها وقعت، ماهو تفسيرها ؟ لا ندري كيف وقعت؟كانت مستحيلة في يوم ما. ولكن التاريخ يُثبت أنها كانت ممكنة ووقعت فعلا…هذا السر الكبير بالنسبة للإنسان الذي يختزنه، هذه القدرة التي يملكها الإنسان، أحيانا لا تكون مدركة ولا تكون عقلية.
فالإنسان أحياناً يملك قدرات من التأثير لا يمكن تبريرها عقلياً. ..إنسان قد يكون بسيطاً جداً جداً، ويصبح من كبار العظماء، ويحقق إنجازات لا يدركها العقل ولا يستوعبها.
كيف حدث هذا ؟
في علم التصوف، عندما تكلم محيي الدين بن عربي وهو سلطان العارفين في كتابه “الفتوحات المكية” – أشار إلى كثير من هذه الأشياء، تحدث عن القطب وعن الغوث وعن الأبدال وهم الحكومة الخفية. قد نقول هذا شيء مستحيل وغير ممكن , ولكن ماذا يدرينا أننا على حق ؟
كل شيء في الكون لا نراه ، لكن هذا لا يعني أنه ليس موجوداً.تحدث عن الكثير من المفاهيم التي لا يُدركها العقل.. سماها “الفتوحات المكية” هي كثر من عشرة مجلدات قال فيها :حرام على غيرنا قراءة كتبنا , ولا أحد يفهمها. اليوم هناك جامعات كبيرة في فرنسا تُدرِّس فكر ابن عربي الحاتمي.
هناك الكثير من الأشياء في حياتنا تجعلنا نتأمل ونفهم أن هذا الكون ليس هو ما نراه فقط … لذلك جاء في القرآن ﴿الذين يؤمنون بالغيب…﴾ (سورة البقرة، الآية 3) شؤون الغيب لا يُدركها العقل . فعندما تخوض في أمور الغيب بعقلك ستُخطئ فى الفهم ، وستقع في الضلال، وهذا ليس من مهمة الإنسان.ان يخوض فى شؤون الغيب…
أنا أومن بما أرى اليوم. بعد 100 سنة ستكون أشياء أخرى قد تتغير كلّيا عما هو موجود اارن .، هناك قضايا خلقية في جسم الإنسان. هناك أشياء دقيقة صغيرة، وجزئية ولها تكوين خاص. كيف وُجدت؟ ربما الأطباء بتكوينهم العلمي يعرفون هذا.
مثلا لو العين نقصت منها نسبة الماء بنسبة قليلة، لتجمدت العين، والفم نفسه. الأعضاء الداخلية لا نعرفها. هناك أشياء فوق طاقتنا المعرفية.فكل ما نتحدث عنه هو في نطاق التصور. ولكن ما نتصوره اليوم لا يعني أنها الحقيقة.
ربما بعد فترة من الزمن يكون ماهو مستحيل ممكناً، فهناك أشياء ممكنة، وهناك أشياء مستحيلة وممكنة في آن واحد !
إذن هذه التأملات مفيدة جدا، وطرحت أمامنا جهد الإنسان في التوصل إلى الحقيقة، أين هي الحقيقة ؟ من يستطيع أن يقول أنا على حق؟ وأن يقول هذه هي الحقيقة؟ كل شيء نسبي أجدد تقديري وشكري للزميل الدكتور ادريس خليل عالم الرياضيات على هذا البحث القيم الذي عشنا معه فيه بدقته وبتبسيطه، لهذه المعلومات الشائقة بطريقة جعلتنا نعيش معه هذه التأملات الفلسفية الرياضية العميقة التي أطلعنا من خلالها على عالم جديد من اا فكار قد نحتاج إليه في يوم من الأيام. وشكراً لكم…ٍ

( الزيارات : 895 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *