لا تبرير لما يخالف العدالة

كلمات مضيئة.. لا تبرير لما يخالف العدالة

مما لفت نظري في رحلة الحياة الطويلة انً كل انسان يبحث عما يعتبره كمالا له. ، وأحيانا يتمثل ذلك الكمال في مصلحة مرجوة يرى فيها الكمال ، عندما يتخلف الانسان بسبب جهله  ينحدر مفهومه لكماله الي ما انحدر اليه فكره وفهمه ، وبسبب ذلك  لا يري الانحدار في انحداره وقد يعتبره تميزا والتزاما  ، وقد يبرره لنفسه ويعتبره فضيلة ، تلك هي محنة الانسان عندما.يتسع جهله  وتكبرانانيته وتسيطر عليه اهواؤه ، الجهل  يريه الامور علي غير ما هي عليه ، كنت اتساءل عن دور العقل وهو اداة التمييز في الانسان واداة التميز ايضا عندما يتحرر من الغرائز والتعصب ، وكنت ابحث عن ذلك  فأجده غائبا او مغيبا  لدى كثير ممن تمكن منهم جهلهم ،العقل  يعمل من خلال تلك. الغرائز التي تمسك بزمام اصحابها ، انه. محكوم عليه ان يرضخ. لما تمليه عليه تلك الغرائز من انفعالات وبخاصة عندما يستولى عليه الغضب ويستجيب له ، عندما تتمكن الشهوات من اصحابها يمهد العقل الطريق اليها. وهو الذي ييسر لها الاسباب لبلوغ  ماتريد ، وعندما. يتمكّن الغضب من صاحبه يكون العقل هو اداة التعبير عن ذلك الغضب ، ويفقد الانسان انسانيته بسيطرة تلك الرغبات ، آنه اشد قسوة من ذلك الحيوان الذي لا يملك تلك العاطفة. والمشاعر التي تدفعه الي الرحمة ، العاطفة مصدرها الفطرة الكامنة في الانسان ، رسالة الدين هي تعميق العواطف الايمانية في داخل الانسان. من خلال. تنمية تلك القوة عن طريق الصلة بالله تعالي ، وهذه هي رسالة الدين الحقيقية ، وهذه القوة تنمو عن طريق التربيةالروحية منذ الطفولة وتكبر عن طريق التروية الايمانية ذات التاثير الروحي والتغذية المستمرة ، وتلك هي حقيقة الدين ان تعمق المعاني والقيم الانسانية التي تخرج الانسان من تلك البهيمية المسيطرة من خلال الغرائز المتحكمة في الانسان والحيوان علي السواء ، الغريزة واحدة في الحيوان والانسان وتعمل بطريقة واحده ووفق نسق منسجم لكي تلبي مطالب الانسان للحفاظ علي حياته ، الا ان الانسان يمسك بزمامها. لئلا تدفع به الي الهاوية وبهذه الخصوصية يقع التميز والتفاضل ، العقل اداة تنفيذ وهوًكاللسان عندما يتكلم. واليد عندما تضرب او تصافح ، والرجل عندما تتقدم او تتراجع ، العقل ليس هو الذي يمسك بزمام تلك الغرائز الجامحة ولا يستطيع ذلك الا. بالمجاهدات التي تكبح جماحها وانزلاقاتها ، معظم عظماء التاريخ من المنتصرين كانوا قساة القلوب لا يعرفون الرحمة وظالمين لا يفهمون معني العدالة ، ما وصل إلينا من تاريخ العظماء ليس هو الحقيقة كما هي ، وانما ما اريد له ان يصل منها , المنتصرون  يكتبون ما يريدون ، اما الحقيقة فهي امر مختلف ، ولكن لا احد يهتم بتلك الحقيقة الغائبة والمغيبة  ، الدين رسالة الهية لهداية الانسان الي الله اولا لكي يكون بذلك الايمان اكثر. رحمة بعباد الله واقل ظلمًا.وقسوة وانانية ، الدين حليف كل المستضعفين في الارض من عباد الله والرحمة لاحدود لها وتخترق كل القلوب المشبعة بالخير ، النظام الاقرب الي الله هو الأعدل في الحقوق ، غاية الشريعة الالهية ان تضع لذلك الأنسان ثوابت العدالة في الحقوق لكيلا يقع تجاوزها. من طغاة الارض ، وهم في كل مجتمع وكل عصر ، الطغيان هو التجاوز ، والتجاوز ظلم لان المستضعف لا يمكنه ان يتجاوز ولا يقدر عليه ، الطغيان صفة في الانسان وليس في السلطة او المال فقط، وقد نجده في الاسرة عندما يطغي. قويها علي ضعيفها. ، احيانا يكون هو الأب او الزوج او الكبير في الاسرة ، مهمة الذين ان يبين الحقوق الاساسية لكل فرد ولكل مجتمع لمنع التجاوز والطغيان ، النظم والقوانين والدساتير هي. أدوات لضبط الحقوق والالتزام بها كتوافق اجتماعي يحترم اصول الحقوق كما جاءت من عند الله ، هذه النظم ذات طبيعةً توافقية إرادية كما يراها مجتمعها محققة لمصالحه وعادلة ، لو لا الدين لتحكم القوي بالضعيف ، واعتبر ذلك من العدالة والفضيلة  ، ولا خيار للضعيف الا ان يقبل صاغرا كل تفسير للعدالة ولو كان ظالما ، اخطر ما يشوه رسالة الدين في مجتمعه امران ، الجهل بحقيقة رسالة الدين , وهذا كثير في مجتمع التخلف الذي يدفعه جهله لتقديم تفسير للدين يخالف حقيقته ويناقض مقاصده ، والامر الثاني تسخير الدينً لخدمة مصالح. الاقوياء في مجتمعهم. من رموز المال والسلطة والجاه الاجتماعي فيكثر التبرير لما هو قائم ، ومنابر التبرير جاهزة في كل مجتمع لكي تؤدي مهمتها في خدمة الطغيان ، منابر التبرير كثيرةً جدا قديما وحديثا وفى ظل الجهل تجد الكثير ممن ينصت لها ، واخطرها تبرير التجاوز باسم الدين وتحت شعار الدفاع عن الدين ، اذا لم يتحرر الدين من الاوصياء عليه والمتكلمين باسمه والمنتفعين منه والمتاجرين به فلن تصل رسالته كما هي الى ذلك الانسان لكي يتحرر من الظلم والجهل. ، كنت اجد الدين في قلوب المؤمنين البسطاء اكثر مما كنت اجده في عقول العلماء وقصور العظماء ، الدين رسالة من الله لكل عباده ، وهي رسالة هداية ورعاية ومحبة وامن وسلام ، من امن بالله وعمل صالحا فهو الاقرب الي الله ، دعونا نتجاوز تلك المفاهيم الضيقة للدين التي تكرس الجهل وتعمق اسبابه وتنمي التعصب والكراهية والبغضاء. بين الافراد والشعوب ، التدافع علي الدنيا والتغالب علي منافعها امر طبيعي بشرط ان يكون عادلا واخلاقيا ، الدين. جامع لما تفرق من القلوب ، وهو الحاضنة لقيم الخير في الانسان ، الدين لكل الخلق بما يقربهم الي الله ويقودهم اليه ، عندما نحب الله نحب كل عباده ، الدين إيمان وتربية واخلاق واستقامة ، الفرد مخاطب بأن يلتزم بما جاء من عند الله ، اما امر الدنيا والمعاش والدولة والنظم والقوانين فالانسان مخاطب بها ان يختار ما يحقق مصالحه منها بطريقة. تحقق العدالة في الحقوق وتعبر عن رقي الانسان في اختياره لنظمه الوضعية ولتصور ه لمعني العدالة. المعبرة عن الكمال كما جاءت من عند الله ، من اراد الدين مطية له وظفه لخدمة دنياه وسخر مفاهيمه لما تحقق له مبتغاه ، وهذا من العبث. الذي أدي الي تشويه رسالة الله ، لا ينسب الي الدين ماليس منه من الافكار والاحكام والقيم والاعراف ، كنت ارقب من بعيد من خلال متابعتي ما عليه الناس فاجد ذلك التوظيف. للدين عن حسن نية او سوء نية فيما هو خارج اهداف الدين ، الانسان المخاطب هو اداة فهم الدين وهو المكلف به وهو المؤتمن عليه ، عندما ينحدر الانسان بسبب جهل وتخلف مجتمعه تنحدر مفاهيمه للدين ويعبث به ، وتلك هي محنة مجتمعنا. اننا اردنا الدين كما نريده ان يكون مطية لاهوائنا الشخصية وذلك التطلع الي ما فيه مصالحنا الدنيوية ..

( الزيارات : 558 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *