الذاكرة مؤثرة فى الاحكام

 ذاكرة الايام

هناك الكثير مما فى الذاكرة هو المصدر الاهم لما نحن عليه , وهو الذى يدفعنا لما نحن  فيه من المواقف والافكار والقناعات  , معظمه سوف يظل حبيس تلك الذاكرة لا يتجاوزها , لاسباب متعددة , وقد يكون اكثر اهمية مما نتعلمه  والكثير منه لا يسجل اويعلن لانه يتعلق بما يحسن ان يظل فى الذاكرة  لانه ليس معهودا او مالوفا , ما تعلق بالاخرين فيحسن الا يذكر الا بما يسعدهم ان يذكر منه  ويعلن , كل الذكريات التى تكون فى الحدائق الخلفية يحسن ان تظل فيها , معظم ما نفكر فيه لا نعبر عنه , هذه هي محنة المجتمعات التى تخاف من الحقيقة , مازال مجتمعنا لا يفهم معنى الحرية ولا يؤمن بها , نحن نفكر كما يراد لنا ان نفكر  , احيانا كانت تغالبنى فكرة واجدها جديرة بالتامل , ولا اعتقد انها صواب مطلق لاتقبل الخطأ  , ولكننها تحتاج الى تامل كشان كل الافكار التى نتأمل فيها عندما نخلد لانفسنا , ولكن المجتمع لا يقبل اي جديد  ويخشى منه , ويهدم كل لبنة مخالفة لما وقع اعتياده , هناك تململ حقيقى نتيجة ذلك الواقع المؤسف الذى اعتدنا عليه  , ولكن ارادة التغيير تظل مكبوتة , من استفاد من واقع يخشى  ان يفقد ذلك الواقع ولو كان خاطئا  , اننا كامة نملك ما يملكه غيرنا من الامم من الطاقات والامكانات , ولكننا نخاف من الحرية ونعتبرها تجاوزا ونخاف من  التغيير والتجديد  ان يفقدنا هويتنا وخصوصيتنا , كنت المس الكثير من هذا الشعور , كانت الذاكرة مليئة بمواقف ومشاهد تعبر عن ذلك الخوف , كتبت الكثير من الذكريات ولكن ماكتبته هو القليل وهناك ما لا  استطيع التعبير عنه , احيانا نكتفى بالاشارة او الايماءة لكيلا يكون الاحراج , احكامنا على الافكار والمواقف تخفى الكثير مما فى داخلنا من القناعات ,  , واتساءل عن سر الخوف واحيانا افهمه والتمس العذر لاصحابه واقول فى نفسي  كم من الافكار قد ضاعت او اندثرت لانها لم تجد من يحسن فهمها , مازلنا لا نحسن الاختيار ولا نحترم حرية الانسان  فيما يختاره لنفسه من  المواقف , مانحن فيه هو ما اريد له ان يكون , شعبنا مطوق ومحاصر , وهناك وصاية عليه , وليس شعبنا هو من يقرر ما يريد , نحن نريد الدين مطية لتحقيق اهداف لاعلاقة لها يحقيقة الدين , من اراد ان يحكم فانه يرفع شعار الدين لكي يبرر له حكمه , ومن اراد ان يظلم او يقتل فانه يفعل ذلك باسم الدين ويجد من يبرر له ما يفعله , ومن قاده الجهل الى فكرة تعبر عن جهله حاول ان يبرر ما يفعله باسم الدين , ثقافتنا هي وليدة واقعنا ولا نريد لها تغييرا , اين نحن مما دعانا اليه الدين من قيم الخير والاستقامة والمحبة والعدالة , اننا نريد الدين كما ورثناه عن اسلافنا , ونستمده من التاريخ والاعراف الموروثة  ولا نستمده من مصادره الاصيلة  , مانحن فيه ليس هو الدين كما جاءنا من عند الله , وفى الوقت ذاته لانثق بالعقل ولا نحتكم اليه , ونردد فى مجالسنا افكارا ومفاهيم لانحسن فهم دلالتها , نفعل كل شيء باسم الدين ونحن ابعد الناس عنه فى حياتنا اليومية , نظلم ونعتدي ونبرر ذلك باسم الدين , هناك الكثير مما فى الذاكرة عن اشياء لايحسن ذكرها , كنت احاول ان افهم لنفسي لاننى اعتبر اننى المخاطب والمؤتمن , كنت افكر فى كل ظاهرة اراها امامى واخضع كل شيء لمنهج نقدى, وكانت لى قناعات مختلفة , احيانا كنت اتهم نفسي بالقصور , لان معظم ماكان امامى كنت افهمه بطريقة مختلفة , شيء ما فى حياتنا وتربيتنا ليس صحيحا , واكتشفت ان مافى الذاكرة هو المصدر الاهم لما نحن عليه , وان العقول متاثرة بما فى الذاكرة , ان استقام مافى الذاكرة كانت احكامنا اكثر دقة وسلامة وان امتلات الذاكرة بمايعكر صفاءها اختلطت الاشياء  وفسدت احكامها .    

( الزيارات : 721 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *