من استرعى الذئب الغنم

كلمة اليوم..
من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم…ياسارية الجبل..الجبل..
ما اروع الكلمات الناطقة والمعبرة التى جاءتنا من تراثنا ناصحة وموضحة ومعلمة ومحذّرة..تاملت فى الكلمةالتى نسبت الى عمر بن الخطاب فى خطبته الشهيرة التى قال فيها : ياسارية الجبل ..الجبل..من استرعى الذنب الغنم فقد ظلم..
لا اود الحديث عن هذه الرواية من حيث صحة نسبتها الى عمر بن الخطاب..اود ان اتحدث عن دلالة الكلمة التى تقول لنا بان من استرعى الذئب على اغنامه فقد ظلمهم لان الذنب عدو للغنم ولا بد الا ان يغدر بهم ويفتك بتلك الاغنام البريئة التى استرعى راعيها الساذج الذئب عليها وما درى ان الذئاب لا تغيّر طباعها التى ألفتها واعتادت عليها..ما اقسى ما يفعله الراعي الساذج بمن ائتمنوه على حياتهم من اغنامه , فاختار لهم من يغدر بهم ممن اشتهر عداؤه لهم..لا عذر لساذج فيما يفعل ..متى كان اعداء الامس اصدقاء اليوم ياقوم..الا نصحو من غفوتنا على واقع مؤلم ومحزن ..وما زلنا ننتظر ..
على امتداد قرن من الزمان ونحن نعيش المحن والازمات المتلاحقة من مؤامرات وانقلابات وتدخلات فى شؤوننا وما زلنا لم نتعلم من تجربتنا , وما زلنا نسّلم قيادنا لمن نعرف جيدا انه ليس امينا علينا ولا محبا ولا غيورا..متى تصحوالشعوب على واقعها وتمسك زمام نفسها فلا تثق بشرق او غرب ولا بمن يضحى برقابنا فى سبيل مصالحه ويتاجر بمعاناة شعبنا ..
ما زلنا نسترعي الذئب الغنم ونكتشف بعد ذلك ان اغنامنا قد تبعثرت اشلاؤها , وان الذئب ما زال يرقب تساقط الاغنام وسذاجة الرعاة الذين تخلوا عن ضمائرهم واسلموا رقاب الابرياء من الشعوب الى من لا امان له ولا عهد ولا ذمة ..الارض ارضنا والاغنام اهلنا والذئاب يفتكون بما تبقى من اشلائنا واشيائنا ..لم نتعلم من التاريخ , ولابد الا أن نعيد احداثه المؤلمة والحزينة من الغدر والخديعة , وندفع المزيد من ارواح الابرياء , اصبحنا لا نعرف الصديق من العدو ولا من كان معنا او كان ضدنا..الكل يعبث والاغنام عاجزة عن حماية حياتها والرعاة مازالوا يثقون بالذئاب وينصتون الى نصائحهم ويثقون بهم . ومن لم يزد عن حوضه بسلاحه يهدم لا محالة..
اللهم هيئ لنا من امرنا رشدا ..واختر لنا ما تحبه وترضاه ..وتولنا برعايتك وفضلك.. ياالله..

( الزيارات : 3٬270 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *