أوقدوا المصباح في الظلام..

ذاكرة الايام..اوقدوا المصباح فى الظلام.
التقيت فى حياتى بنماذج كثيرة من الناس من كل الطبقات الاجتماعية , ومن الكبار والصغار ومن اهل العلم ومن غيرهم ممن كانت ثقافتهم محدودة , ما ضقت يوما بمن التقيت بهم بسبب ما هو فيه , كنت احب اهل الاستقامة ولو اختلفت معهم فى الرأي والموقف , فالاستقامة صفة فى الانسان , فقد تجدها لدى اقل الناس فى معاييرمجتمعهم وما اسوأ تلك المعايير التى تغفل الاستقامة وترفع من شأن اهل السلطة والمال والجاه والنفوذ , رأيت رجالا كبارا فى ذاتهم وشخصياتهم وهم اهل استقامة وخلق , وفى نفس الوقت فقد كانوا اهل مكانة فى مجتمعهم , هؤلاء هم رموز راقية لانهم لا يتنازلون عن خلق يعتزون به ولا يساومون على قناعة يؤمنون بها , هؤلاء كثر فى مجتمعهم , ومعظمهم تراه فلا يثير انتباهك وعندما تقترب منه تراه الافضل والاكمل خلقا واستقامة ودينا , بعض هؤلاء لا يعرف ما هو فيه وقد يكون متواضعا فى شخصيته وقد يكون فقيرا ومستضعفا ولكنك عندما تراه يثير اهتمامك واعجابك لما يتحلى به من استقامة وخلق وشعور بالكرامة , وهناك فريق اخر تراه وتعجب به فصاحة وشخصية ويثير اهتمامك , وعندما تقترب منه تراه اصغر مما توقعته , كم من رجال خدعت بهم ولما اقتربت منهم رأيتهم كالاخرين , بل هم ادنى منهم ويفعلون ما يفعله السفهاء فى مواقفهم وسلوكهم , تراه فى مقدمة مجتمعه مكانة ولكنه لا يخجل اذا حدث ولا يخجل اذا نافق وتملق , يحقد كالاخرين ويذله طمعه وتتحكم فيه اهواؤه , وهؤلاء كثر فى مجتمعات الجهل والتخلف , وكلما تخلف المجتمع ارتفعت مكانة هؤلاء , هؤلاء ليسوا اهل تقى وورع , رأيت الكثير من هذه النماذج , وهناك فريق يتوهمون فى انفسهم انهم اكبر مما يراهم به الاخرون , وتكبر مكانتهم فى انفسهم ومعظم هؤلاء لا يملكون شيئا يتميزون به عن غيرهم , هؤلاء يبحثون عن سبب ولو كان وهميا لكي يقنعوا انفسهم به , يدعون نسبا اومجدا وهم ليسوا من اهله , وهؤلاء يصعب التعامل معهم او الاقتراب منهم , لانهم يحقدون على كل من لا ينزلهم المنزلة التى يتوهمون انهم اهل لها من الجاه العريض والمجد التليد , ما اشد عزلة هؤلاء عن مجتمعهم انهم يتوهمون انهم كبار ويزداد الوهم و يظنون انه الحقيقة التى لا يراها غيرهم , كنت اشفق على هذا الصنف من الناس وكنت اشفق عليهم , ما اجمل ان نرقب من بعيد اصناف من نصادفهم فى رحلتنا , الرحلة فى الحياة لا تكون ممتعة الا اذا كانت تضم كل اصناف الناس , لولا هذه التعددية لكانت الرحلة مملة , تعالوا نفتح قلوبنا لكل الاخرين , والا نضيق بأحد من الخلق , اليسوا يحتاجون الى من ياخذ بيدهم ولا يضيق بهم , وان ننزلهم المنزلة التى يرون انفسهم بها , ان نساعدهم على ان يكونوا افضل مماهم فيه , عندما نقترب منهم فقد نجد فيهم شيئا جميلا , تعالوا نمسك بيد كل المخطئين والضالين والمنحرفين وناخذهم الى الطريق الذى يحبه الله منهم , تعالوا نفعل الخير مع كل الناس والا نضيق بأحد مهما كان , هذه مهمة الصالحين ان يتقربوا الى الله بكل عمل صالح يجعل الحياة اكثر استقامة وجمالا , هذه هي رسالة الدين فى المجتمع ان تنير الطريق لكل الاخرين ..

( الزيارات : 1٬376 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *