كلمة اليوم:
الثقافة هي مجموعة الافكار والتصورات والقيم والاعراف التى تحيط بالانسان وترسم له طريقه الذى يختاره فى حياته فى سلوكه الشخصي وفى علاقاته مع كل الآخرين نوفى اختياره لقيمه وعاداته واختياراته لواقعه ، عندما تتخلف الثقافة يتخلف ذلك الانسان ، لانه اسير تلك الثقافة ، وقد اثبت الواقع ان ثقافة هذا الجيل قادته الى ازمات وسلوكيات ومواجهات مع نفسه ومع كل الآخرين ، هل نحتاج الى اعادة النظر فى ثقافتنا التقليدية التى ترسخت فى مجتمعنا حول كل ما يحيط بنا ، هل نحتاج الى ثقافة اكثر سعة فى آفاقها الانسانية لكي يكون الانسان المعاصر اقرب الى الله والى ما يحبه الله كفى سلوكه الاخلاقي ، يرفع شعار التكافل والرحمة واحترام انسانية الانسان حيث كان ذلك الانسان ، ما احوجنا الى ثقافة تؤمن بالانسان كرامة وحرية لكي يختار طريق الحوار والكلمة العاقلة المستنيرة المحببة المهذبة فى تواصله مع كل الآخرين ، ما احوجنا الى نظام سياسي اكثر اخلاقية يهتم باسعاد المواطن ويوفر له اسباب حياته من خدمات وحقوق من غير استعلاء واذلال ، لقد فشل مفهوم السلطة بالمفهوم التقليدى المرتبط بالطغيان والفساد والقهر واصبحنا بحاجة لسلطة قريبة من المواطن تنصت له وتعمل لاجله ، ما احوجنا الى نظام اقتصادي لا ظلم فيه ولا استغلال ولا احتكار ولاتكون الاموال فيه دولة بين الاقوياء ، وتكون العقود والاتفاقات عادلة وتوزيع الاموال منصفة ، وتحترم مطالب الانسان فى الكرامة والكفاية ، ما احوجنا الى ثقافة تعلمنا ان الدين هو ايمان بالله وعمل صالح ، ولا اهمية لسلوك لا يعبر عن اخلاقية الدين فى التواصل الانسانى ، ونبذ كل اشكال التطرف والجهل التى يدينها الدين وتتناقض مع ثوابته ، هذه هي الثقافة التى نحتاجها لكي نكون افضل مما نحن فيه ، نريد ثقافة ناهضة بانية اخلاقية منفتحة متسامحة تسمو بالانسان وتنهض به ، هذا ما نحتاج اليه لتكوين ثقافة جديدة تخرجنا من جاهلية تسيطر على ثقافتنا الى عصر يواكب طموحنا الى النهوض ويقودنا الى الافضل ..