ارفعوا المظالم قبل الدعاء

ذاكرة الأيام

ذكريات الأيام.. كلمة ناصحة


في عام 1965 قام السيد النبهان طيب الله ثراه برحلة تاريخية إلى الديار المقدسة وكان يصاحبه أربعمائة من الرجال والنساء من إخوانه..في مقر إقامته بمكة المكرمة كان يستقبل كبار الحجاج من علماء العالم الإسلامي ورجال فكر وسياسة ودعوة من مختلف البلاد ,منهم من كان ينتمي إلى منهجه الروحي وبخاصة من علماء الحجاز, ومنهم من كان يخالفه كالشيخ عبد العزيز بن باز المفتي العام للسعودية الذي يعتبر الصوفية شركاً , وكان السيد يداعبه بكلماته متجاهلاً أفكاره ومواقفه من الصوفية , وكان لقاءً راقياً في دلالته وأدبه ..
وممن استقبلهم السيد في مكة السيد رشيد كرامي رئيس وزراء لبنان والزعيم اللبناني المعروف ..قال السيد كرامي للسيد النبهان مخاطباً :
أرجوك ياسيدي أن تدعو لنا بالنصر فنحن نحتاج إلى نصر الله ورعايته ..
أجابه السيد النبهان بقوله :
نصر الله لكم مشروط بنصركم لله في سلوككم ورفعكم الظلم عن المظلومين , وليس من عادة الله أن ينصر ظالماً تحدى الله بظلمه ولو دعاه ليل نهار ..
قال الرجل متأثراً بما سمع : صدقت ياسيدي ..
تأملت في هذه الكلمة واستبان لي الكثير مما يمكن أن نتعلمه في حياتنا من سنن الله في التدبير ..أهمها أدب الدعاء ، ومن أدب الدعاء أن نرفع الظلم عن أهلنا المظلومين والمحاصرين والمشردين والخائفين لكي يستجيب الله دعاءنا فيما ندعوه به فنحن نحتاج اليوم أكثر من أي يوم آخر إلى رعاية الله ولطفه لكي يكون مع شعبنا في محنته القاسية ..
أقول لكل الداعين : عبدوا الطريق أمام دعواتكم وأزيلوا الركام من المظالم التي تعرقل مسيرة دعواتكم إلى الله , فالله لا ينصر إلا من جاءه نقياً من أعباء الظلم يحمل في قلبه الصفاء والنقاء ومحبة الخير واحترام الإنسان .

( الزيارات : 1٬541 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *