الانتخابات ..ومنهج التوافق الارادى

كلمة اليوم
اهمية الانتخابات فى كل مجتمع انها تعبر عن رغبة مختلف الاطراف بالاحتكام لقاعدة توافقية عادلة هي رأي الاكثرية , فاذا لم يتوافق جميع الاطراف على الاحتكام للانتخابات فلا اهمية لتلك الانتخابات , فالانتخابات اذا لم تكن توافقية بين الاطراف المختلفة فلا تغير شيئا فى ارض الواقع وقد تدفع الطرف الاخر الذى وقع تجاهله الى مواقف اكثر تشددا وعنفا , فليست الغاية هي اجراء الانتخابات باية كيفية , وانما الغاية هي التوصل الى صيغة مقبولة تحقق الشعور بالرضى والسكون النفسى ..
ولكي تحتكم الى الانتخابات فيجب ان يقع التوافق مسبقا على قبول نتائجها فاذا لم يتحقق ذلك فقد تكون مرحلة ما بعد الانتخابات اكثر عنفا وتجاهل الازمات لا يعنى انها ليست موجودة ..
التوافق اولا على صيغة مقبولة للتوصل الى سلام يرضى الجميع , واي سلام اذا لم يكن عادلا ومبنيا على توافق مسبق فلا يمكن ان يدوم ولو وقع الاتفاق عليه , فالعدالة هي شرط اساسي فى اي اتفاق بين المتنازعين والمتخاصمين , والعنف لا يؤدى الى اية نتيجة ولا يمكن فرض واقع غير عادل عن طريق القوة , فالقوة تضاعف من حجم الاحتقان الداخلى وتجعل اي اتفاق بين الاطراف غير ممكن من الناحية الواقعية ..
لا بد فى النهاية من التوافق العادل والمرضى والممكن لحل المشاكل السياسية ,فالعنف والعنف المضاد لا يؤديان الى نتيجة ويدفع كافة الاطراف الى مزيد من التطرف فى المواقف ..
التوافق العادل هو الطريق الوحيد لانهاء الازمات بين مختلف الاطراف سواء بين افراد الاسرة الواحدة او بين الاصدقاء اوفى نطاق المجتمع بين كل مكونات ذلك المجتمع , لا احد خارج المعادلة العادلة والمنصفة والمتكافئة , لا حلول للازمات فى ظل التغالب والتصارع والاحقاد المتبادلة لان النفس فى لحظة الغضب تفقد قدرتها على التمييز بين الحق والباطل والصواب والخطا , ولا بد من الاحتكام لحكَم عادل منصف عاقل يخاف الله ويحب وطنه ويغار عليه يمسك بيده ميزانا عادلا ومنصفا يوزع به الحقوق بين مختلف الاطراف بحيث يشعر كل طرف بانه قد نال حقه من غير ظلم به او اجحاف او اكراه..
العقلاء يحتكمون الى راي عاقل يرضون به لوقف التشابك والتصادم , وهذا هو الطريق الذى علمنا اياه الاسلام ان نتحاور فى قضايانا والا يظلم بعضنا البعض الاخر, والابرياء من افراد شعبنا هم امانة فى اعناق الجميع فمن اعتدى على حياة الابرياء فهو مسؤول امام الله عن كل ظلم يؤدى الى العدوان على الابرياء.فى حياتهم وحرياتهم واموالهم وامنهم واطفالهم , لا شيء ابغض عند الله من ترويع الابرياء والعدوان عليهم ..

( الزيارات : 795 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *