البحث عن اليقين

كلمة اليوم
ما اروع تلك الرحلة التى سار فيها الامام الغزالى من الشك الى اليقين والتى وصفها بدقة بالغة فى كتابه المنقذ من الضلال وتساءل فيه عن اليقين , وكيف يمكن للانسان ان يثق بالمحسوسات وهو يراها امامه غير ثابتة ولا تقوده الى اليقين , ويرى الاشياء ثابتة وهي متحركة ولا يرى حركتها لان حواسه لا تملك القدرة على ملاحظة حركتها..وقال ان كل علم لا اتوصل فيه الى اليقين الذى لا شك فيه لا يمكننى ان اعتبره يقينا, وقال كل علم لا ثقة فيه ولا امان فلا يقين فيه….
عالم العقليات يطارد عالم المحسوسات بيقين عقلى كالقول بان النقيضين لا يجتمعان وان العشرة اكثر من الخمسة الا اننا لا نملك القدرة على القول بان تلك العقليات لا تقبل الشك فقد يتو صل العلم يوما الى الا ان جميع العقليات ليست يقينية , وهذا ما اكدته نظرية النسبية لاينشتاين والتى تو صلت الى ان كل شيء نسبي فى الحياة وفى القوانين الطبيعية ..
اين اليقين الذى يمنح صاحبه شعورا اكيدا بالطمانينة والسكون القلبى الداخلى الذي يتطلع اليه الانسان..
ما اروع الانسان وهو يعيش يقينا لا شك فيه وامنا داخليا لا يخذله فى المواقف والمحن والازمات..
ذلك هو الا يمان القلبى الذى يمن الله به على من يشاء من اصحاب القلوب الطاهرة التى ارتقت بنقائها الداخلى الى الكمال الذى يريده الله للانسان لكي يكون عبدا لله مسلما امره اليه مطمئنا بوعد الله بان يتولى الصالحين الذين يعملون الصالحات فى الدنيا لله وفى سبيل الله لخدمة الانسان والسعي لتخفيف معاناة المستضعفين والمحرومين ولرفع الظلم عن المظلومين.. ..

( الزيارات : 1٬705 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *