التجديد لا بد منه

التجديد

التجديد مطلب لا بدّ منه ، وهو ضرورةٌ دينيةٌ لحماية القيم الدينيّة ، ولا يمكن تجاهل حاجة فكرنا للتجديد ، والتجديد هو الذي يكفل لفكرنا البقاء والصمود في وجه التيّارات الفكريّة الغازية ، والتجديد لا يعنى الاستغناء عن ثوابت فكرنا الإسلامي وقواعده وأصوله وإنّما يعنى الإضافة المتجددة إلى هذا الفكر لكي يكون ملبياً لحاجة مجتمعنا في قضاياه ولغته ومصطلحاته وموضوعاته ، ويجب أن تُعالَج قضايا مجتمعنا المستحدثة بواقعيّة وموضوعيّة في إطار الرؤية الإسلامية ، في المجالات السياسيّة والاقتصادية والاجتماعية ، ولا يمكن التصدي لقضايانا الحيويّة بمنهجيّة لا تلائم واقعنا المعاصر ولا تسهم في حلّ المشاكل الجديدة ، والتجديد هو الذي يكفل لفكرنا الإسلامي البقاء والاستمرار لكي يكون المصدر الأهمّ لفكرنا المعاصر .

 

 

 

ثورة الجياع

إيّاكم وثورة الجياع ، فلا شيء كالجوع يحرّك خواطر الشر والحقد في المجتمع ، أشبعوا الجائعين قبل أن يدفعهم الجوع لتدمير مجتمعهم ، وثورة الجياع ثورةٌ مشروعةٌ ولا يُدَان الجائع إذا ثار بسبب  جوعه ، ولاشيء يذلّ الإنسان كالجوع ….      

أعيدوا النّظر في توزيع الثروات لكي تكون عادلةً وتراعي حاجة الفقراء والمحتاجين ، ويجب أن يحقّق التوزيع غايتهُ وهو ضمانُ الكفاية المحقّقة للكرامة الإنسانية والملبيةِ لحاجات الفقراء في الغذاء والمسكن والتعليم والعلاج وكلّ ما يحقق العدالة ويخفّف من مشاعر البؤس وألم الفقر ، ولا حدود لغضب البائسين والمحبطين إذا أُغلقت الأبواب في وجوههم ، تحالفوا مع الجياع في ثورتهم لكيلا يدمّروا مجتمعهم ، تفهّموا أسباب ثورتهم  ، واستمعوا  إلى شكاويهم ، وخذوا بيدهم قبل أن يدفعهم اليأس لسلوكيّات حاقدةٍ مدمرةٍ .

 

 

إدانة العنف

الإسلام يدين العنف ولا يقرّ العدوان ويحرّم الاعتداء على الأبرياء من الشيوخ والأطفال والنساء ممن لم يسهموا في العدوان ، والعنف لتحقيق أهداف إجرامية غير مشروعة وبقصد الاعتداء على الأبرياء لترويع الآمنين مرفوضٌ ومذمومٌ ومحرّمٌ ، وهو مخالفٌ للقيم الإسلامية ، ويجب أن يتكاتف الجميع لإدانته والتنديد به  ….

أما العنف المعبر عن احتقان الشعب ودفاعه عن حقوقه المشروعة فهو رسالةُ تحذيرٍ وتنبيهٍ لإسماع صوت المظلومين إلى مَنْ ظلمهم ، ويجب إزالة العنف والتغلّب عليه عن طريق معالجة الأسباب المؤدية إليه ، فإن كان صادراً عن مظلومين فارفعوا الظلم عنهم ، وان كان صادراً عن مهشمين ويائسين ومحبطين فأعيدوا البسمة لوجوه هؤلاء ، وأعطوهم حقوقهم المشروعة واعترفوا لهم بما يستحقونه من حقوق إنسانيّة .

 

 

الحرب العدوانية

الحرب العدوانية مدانة ولا مبرّر لها , ويجب التكاتف لمنع الحرب العدوانية , فلا شرعيّة للعدوان بأيّ شكلٍ من الأشكال , والعدوان مرفوضٌ ولا يقرّه الإسلام ويندد به , لأنّه اعتداءٌ على حقوق الآخرين ..والحربُ الدفاعيّة مقدّسة ومطلوبةٌ وهي جهادٌ مشروعٌ , وهي واجبٌ دينيٌ ووطني وأخلاقيّ ولا يجوز الاستسلام أمام المعتدين ولا يجوز الاستسلام لهم والخوف منهم , ومن حقّ كلّ فرد وكلّ شعبٍ أن يدافع عن حقوقه وأوطانه ومصالحه , ولا تجوز المهادنة ولا المسالمة ومن رفض المقاومة فقد مهّد الطريق للعدوان وشجّع المعتدين ، والمقاومة مبرّرة ومشروعة ولا حدود لحقّ الشعوب في مواجهة العدوان المفروض عليها ولا تخشوا من تفوق المعتدي وانتصاره عليكم فصمود الشعوب هو انتصارٌ ولا طاقة للمعتدي على مقاومة صمود الشعوب , فالشعوب تصمد إلى الأبد , وهذا سرّ انتصارها .

 

 

السلام العادل

كلّ سلام لا يحقّق العدل مكتوبٌ عليه الفشل , وسرعان ما ينهار , وكل ّاتفاقية للسلام لا تعيد الحقوق لأصحابها ستمزّق فيما بعد , فإن عجز الموقّعون عليها عن تمزيقها , فسوف يمزقها الجيل اللاحق على وجه التأكيد ، والسلام الذي يفرضه الأقوياء على الضعفاء والمنتصرون على المنهزمين هو استسلامٌ وليس سلاماً , وهو يولّد الحقد ويدعو إلى العنف والمقاومة , وهو طريق الحروب , ولا بدّ من توفير العدل في اتفاقيّات السلام بين الشعوب لا أحد يرفض السلام القائم على العدل , والكلّ يرفض سلام الأقوياء , الذي يتجاهل الحقوق المشروعة , ارفضوا السلام المفروض عليكم ومزّقوا اتفاقيّة السلام الظالم  , فلا سلام في ظلّ القوة القاهرة , ولا سلام في ظلّ الجيوش المحتلة ولا سلام يتجاهل مطالب الشعوب في الدفاع عن أوطانها , والسلام المحمود هو سلامٌ من غير تفريطٍ ولا تنازلٍ , ومن فرّط في حقوقه فهو خائنٌ للأمانة ويستحقّ الإدانة والمساءلة ….

 

 

 

 

 

 

 

                                                                                          

المجاهدون

أيّها المجاهدون في كلّ مكان , دفاعاً عن أرضكم وهويتكم وشعبكم واستقلالكم , لا تضيقوا بالتضحية ولا تخافوا من الشهادة ولا ترهبكم أسلحة الطغاة من أعداء أمتكم , فهم أقوى منكم سلاحاً وأنتم أكثر منهم قدرة على المقاومة والصمود , أنتم أصحاب الحقّ تدافعون عن حقوقكم وهم معتدون آثمون , وسيخرجون من أرضكم منهزمين مستَذلين , وأنتم على حقّ , وهم على ضلال , لا تعتدوا على أحد , ولا تقتلوا الأبرياء وكونوا مقاومين للباطل , قاوموا المعتدي وأذلّوه وأرغموه على التراجع , دفاعاً عن حريتكم وأرضكم واقصدوا وجه الله في جهادكم , وافعلوا كلّ ذلك في سبيل الله , وإيّاكم أن تعتدوا على حقوق الآخرين , أو تنتقموا من الأبرياء الذين لم يعتدوا عليكم , ولم يشاركوا في العدوان عليكم ، التزموا بالمقاومة الشريفة واضربوا المثل الأعلى في سلوكيّات المقاومة لتحقيق أهدافكم المشروعة ولا تظلموا أحداً .

 

 

 

 

 

 

 

منابر الحق

أيّتها المنابر في مساجد الله ….

أفيقي من غفوتك التاريخية , واستعيدي دورك القيادي في إيقاظ معاني الخير والفضيلة في النفوس وغذي القلوب بمعاني الإيمان , وحرّري النفوس من آثامها وانشري قيم الحرية في المجتمع , وقاومي الظلم والطغيان , ودافعي عن المظلومين والمستضعفين وشجّعي الشعوب على مقاومة المحتلّ الغازي والمغتصب لإرادة الأمة , وكوني أيّتها المنابر صوتَ الحق في كلّ مكان , وتحالفي مع الشعوب ضدّ المستبدين وقوى الشّر في المجتمع , وإيّاك أن تتحالفي مع رموزالفساد والفتنة , وأن تكوني منابر للمنافقين والمتزلفين من علماء السوء وتجّار الكلام , أسقطي كلّ من يعتليك للدفاع عن الظالمين أو لمدح أصحاب النفوذ والمال الذين اشتهروا بالفسادوالرشوةواستغلال المستضعفين , فأنت تمثّلين صوت الحق : وتدافعين عن العدالة  و قيم الخير , وترفعين شعار الحريّة , وترفضين استعباد البشر وإذلالهم..كوني ايتها المنابز صوت الإسلام  الذى يعبر عن قيم الحرية والعدالة والتنديد بالظلم الاجتماعي والفساد الاخلاقي واحترام حقوق الانسان .

 

الصوفية الحقة

لا صوفيّة ضارّة بالمجتمع ، ولا صوفيّة لا تزكي النّفوس ، ولا صوفيّة لا تنهض بالهمم ، ولا صوفيّة لا تغذي القلوب بمحبة الله ، ولا صوفية لا تعلّم الأدب ، ولا صوفيّة لا ترسّخ قيم الخير في النّفوس، والصوفيّة الحقّة هي التي تدعو إلى الاستقامة والتزام الورع ومحاسبة النّفس ومجاهدتها واستشعار رقابة الله وتصحيح النّوايا وطهارة القلوب ، والدعوة إلى التوبة والابتعاد عن الرياء والحسد والأحقاد وتصحيح الباطن ..

ولا خير في صوفيّة العادات الضارّة والطقوس الفاسدة الخارجة عن نطاق الأخلاقيّة الإسلاميّة ،صوفيةُ العاداتِ السيئةِ ، وصوفية الكسل والتواكل والمعتقدات الخاطئة والشطحات المفسدة للعقيدة مرفوضةٌ ، ويجب التخلّص منها ، نريد صوفية الصّفاء الروحيّ ، لا صوفية الطقوس والشطحات والألغاز ، نريد صوفيةً ناهضةً بأمرنا مهتمة بارتقائنا ، داعية لنا لتصحيح ما تراكم من عاداتنا من عوائد خاطئة ، هذه هي صوفيّة النّهوض  .

( الزيارات : 1٬618 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *