التصوف الاصيل

عمدة التصوف الاصيل ثلاثة : اولا : ايمان بالله  لا شرك فيه ، وثانيا : محا هدات نفسية لكبح جموحات الغريزة الشهوانية والغضبية . وثالثا : زهد في الدنيا وتعلق بالاخرة ، هذا هوالتصوف الاصيل الذي لا شطحات فيه ولا انحرافات ولا مبالغات ، من التزم بهده الاركان الاساسية فهو صوفي ملتزم, ويحمد بما احسن فيه ويجزى خيرا بما التزم به ، ومن تجاهل هذه الاركان بشرك خفي في قلبه او بجموح غريزي يفسد سلوكه او بطمع في دنيا يصيبها  فهو خارج التصوف الاصيل  , ولو ادعاه لنفسه وتظاهر به ، صوفية الشطحات والمبالغات وثفافة الحكايات خارج الصوفية الايمانية الصادقة ، ويجب تحرير التصوف الحق ممن يرفعون شعاره ممن ارادوه مهنة كسبية لدنياهم ، وهم كثر في كل عصر ومجتمع ، وبخاصة في مجتمعات العامة الذين يحبون الدين ويعتزون به  ويتاثرون بمنهجيته الروحية في تنميةً قيم الخير والتسامح ومشاعر الرحمة ، هناك الكثير مما يجب ان يتحرر التصوف منه من المفاهيم والثقافات والمبالغات التي ترسخت في الذاكرة الشعبية ، وتاثرت بعصرها ومجتمعها فيما كان عليه ، التصوف الذى لا يثمر ايمانا ويقينا وصلاحا لا حاجة اليه في اي عصر ، والقلوب تحتاج لغذائها الروحي كما تحتاج الابدان لغذائها وتشتاق اليه عندما تجوع ، والعقول  تشتاق لغذائها في التامل والعلم والمعرفة ، مهمة المجدد في كل عصر ان يراجع ما كان من جهد سابقيه ، وان يحتفظ بما هو مفيد منه ، وان يرسخ ما هو مثمر من جهد الاجيال لكي ينمو ويكبربفكره واخلاقه  ، هناك الكثير مما نسب الى التصوف مما ليس منه ، تصوف المتأخرين يحمل ملامح عصرهم ، واصبح التصوف فى ظل نجتمع الجهل مجرد طقوس واعراف بلا دلالة ولا ثمرة ، التصوف الحق هو فهم اعمق لمعني الايمان بالله ، ومعني التوحيد ، ولا احد في القلب الا الله ولا يعبد الا هو ، واهم اثار التربية الصوفية رسوخ القيم الايمانية ً ومعني التوحيد المطلق اولا ، والادب مع الله ومع الناس ثانيا ، واحترام الحياة وكل شيء مما في الوجود ثالثا ، وكل شيء مسخر لاجل كمال الحياة بكل ما فيها ، التصوف زهد صادق مقرون بالتقوي والورع ، الطامعون في دنياهم والمتطلعون لتحقيق ذلك لا مكان لهم في مجالس الصوفية الحقة ، ولو رفعوا شعارها وارتدوا ثوبها ، ما كان من الاحوال المتكلفة فلا ثمرةُ له ، الاحوال الصادقة تدل على صفاء قلبي محمود بشرط الا تشعر صاحبها بالعجب والغرور ، وهي حجب كثيفة تمنع النور أن يتسرب الى تلك القلوب ، الصوفي الحق لا يظلم ولا يطمع ولا يحقد ، وهذا هو الميزان الذي يعرف به الصادق من المتوهم والمدعي ، من اراد دنياه فالطريق معبد اليها بما تطمع به النفوس في العادة من المكاسب والرغبات ، ومن اراد الاخرة فالطريق اليها بعمل الصالحات ، ومن اراد الله فالطريق الى ذلك بالزهد في كل تعلقات القلوب التي تحجب النور الالهي ان يتسرب الى قلب الانسان ، لا بد من ازالة الركام الناتج عن الحهل والطمع والتعصب ، اننا نحتاج الى صوفية تنهض بالانسان , وترتقي باهتماماته وتحرره من جموح غريزته ، صوفية الطقوس والمبالغات لا تمنع من زيغ ولا ضلال ، وهي صوفيه بلا روحية التصوف الاصيل ولا تضيف شيئا بنهض بالانسان ، لا صوفية خارج الضوابط الشرعية التي تمنع الانحراف والزيغ والضلال ، التصوف الاسلامي تصوف ايماني وروحي ملتزم باصول الاسلام الايمانية في العقيدة والاداب والاحكام ……………………………………..

 

( الزيارات : 1٬339 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *