التطرف ظاهرة مرضية

كلمة اليوم
كثيرا ما نستعمل كلمة التطرف فى حديثنا وبخاصة اليوم , وهي مرادفة للتشدد فى الافكار والسلوكيات والمواقف , وجاءت كلمة التطرف فى اللغة بمعنى الابتعاد من الوسط الى طرف الطريق , يقال فى اللغة : فلان راى خصاما فتطرف اي ابتعد عنه الى الطرف الاخر, ويقال تطرفت الشمس اي دنت من الغروب , ويقال تطرّف فى افكاره اي ابتعد عن الاعتدال والوسطية فيها , والتطرف الذى يعبر عن المغالاة فى الافكار ليس محمودا , ويدل على خلل فى المزاج النفسى وخلل فى الموازين التربوية , والاعتدال هو الفضيلة فى الابدان والامزجة والافكاروالنفوس , وكلما اتسعت ثقافة الافنسان كان اكثر فهما واكثر اعتدالا فى افكاره , وكل خروج عن الاعتدال يعبر عن خلل ما فى شخصية الانسان ولا يمكن ان يكون فضيلة ابدا , ولا يأتى التطرف بخير, لانه يعبر عن تجاوز والتجاوز عدوان على الاخرين الذىن وقع تجاوزهم وسيؤدى التطرف الى ردود فعل من الاخرين حتما , والتطرف يعمق مشاعر الكراهية بين الانسان والاخر ويجعل البعض يمارس دور الوصاية على الاخرين فى حياتهم وسلوكهم ..وفى اغلب الاحيان ينمو التطرف فى المجتمعات الاكثر انعزالا والاقل ثقافة , حيث تزدهر الافكار المتطرفة , ويكون التشدد مظنة للتمسك بالدين او الاحلاق او التقاليد والقيم , وهذا هو الجهل بعينه فالتسامح خلق وليس تساهلا ولا تفريطا , ويصدر التسامح عن الكبار الذين يخجلون من الافعال الصغيرة التى لا تليق بهم , ما اعظم الانسان عنما يتسع لكل الاخرين ويستطيع ان يصل اليهم ويلتمس لهم العذر فيما هم فيه , والتطرف الدينى دليل جهل باخلاقية الدين وغفلة عن الله , ولا بد الا ان يثمر التطرف اشواكا فى علاقة الانسان مع الاخرين , وقد يولد احقادا ومشاعر كراهية ..والدين يسر ويهدف الى دفع الحرج عن الناس فى حياتهم بالتماس العذر لكل انسان فيما هو فيه..وغاية مجاهدة النفوس ان يقع الاحتكام للمعايير الاخلاقية والشرعية فى السلوك فلا يقع تجاوزها بتأثير الغريزة التى تدفع صاحبها للانزلاق فى لحظات سيطرة الغرائز على الانسان ..
مهمة التربية ان تقود الانسان الى طبيعة الاعتذال عن طريق حمل النفس على الالتزام بما يقتضيه العقل السليم المتطلع لسلوكيات الكمال …

( الزيارات : 852 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *