الحرب ليست هي الطريق الصحيح..

كلمة اليوم
معظم الناس يظن ان الحرب هي الوسيلة لحل المشكلات بين الدول والقبائل والشعوب والافراد , وهذا من الجهل بطبائع النفوس فلا اعرف ان حربا ادّت الى انهاء خلاف ولو انتصر احد الاطراف على الاخر , فالحرب مستمرة ولا تتوقف وان توقفت معاركها الظاهرة , وما كان يمكن ان يكون بالتفاوض يصبح عسيرا عندما يكون العنف والغضب متحكما , كل طرف قبل الحرب يعتقد انه سينتصر على الاخر, وانه يملك اسباب القوة , وهذا خطا كبير فلا يمكن لاي طرف ان يتنبأ بنتائج الحرب فهناك فى الحروب ما يمكن ان يفاجئ الجميع من الاسباب والمفاجآت غير المتوقعة ..
مهمة الحرب انها تقنع الاطراف المتحاربة بالذهاب الى طاولة الحوار والمفاوضات العادلة والممكنة , ويكون كل من الطرفين قد توصل الى نتيجة وقناعة انه لا يمكن ان يكسب الحرب منفردا كما يريد , وعليه ان يقبل بما هو ممكن من الناحية الواقعية , بعد الحرب ليست الامور كما كانت قبل الحرب..لابد من حلول ممكنة يقع التفاوض عليها والقناعة بها والتوقف فى المكان الذى لا يمكنك تجاوزه..من لا يقبل بالتفاوض فى البداية لابد له الا ان يقبل به فى النهاية عندما يشعر بالتعب والارهاق من الحرب , الاقوى يملك فى التفاوض مالا يملكه الاخر , سوف تستمر الحرب لا محالة الى ان يرضخ الجميع لحلول عادلة وممكنة ومقبولة ترضى الجميع وتريح النفوس الغاضبة . الحلول السلمية عن طريق التوافق تخفف الظلم والعنف والقتل والمعاناة ووتقلل الضغط على الشعوب المغلوبة على امرها لانها هي التى تدفع ثمن الحروب من المعاناة والتضحيات ..الحرب ليست هي الحل فى النهاية , ولكنها توجه رسالة لكل الاطراف ان الحلول العادلة هي التى تضمن السلام للجميع , فالقوة لا تحقق السلام ابدا لان المستضعفين اكثر قدرة على التضحية والصمود .. الحرب عمل غير اخلاقى لانها تؤدى الى معاناة الانسان والى قتل الانسان والى الدمار , ولا شرعية للحرب الا للدفاع عن الحياة والحقوق المشروعة وهي الخيار الاخير اليائس .. العقلاء لا يختارون طريق العنف ولا الحروب لانها مكلفة وشاقة وهي مظنة للظلم والعدوان على الانسان . العقلاء يمنعون الظلم ويتغلبون عليه بالعدل لكيلا لا يصلوا الى خيار الحرب , المظلوم لايريد الحرب الا اذا استفز ووصل الى مرحلة الياس والغضب ، وعندئذ يندفع بغير تردد الى الحرب والعنف ..لا احد يكسب الحرب ابدا والمنتصر سيدفع الثمن لا محالة ولو بعد حين فى ليلة تأخذه الغفوة فيها ولا بد الا ان تكون , وما اكثر من يدفع ثمن غفوته من الظلمة الذين يظنون ان القوة تحميهم الى الابد ..
: وصدق الله العظيم اذ يقول: ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله , ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا وان الله شديد العذاب.. سورة البقرة 

( الزيارات : 781 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *