علمتني الحياة

أنّ الحاكم يجب أن يكون حازماً لا أن يكون حاقداً , فالحزم صفةٌ ضروريةٌُ في الحاكم , ولا يستقيم الحكم إلا بالحزم والشدّة , أما الحقد فهو صفةٌ سيئةٌ في الحاكم , ولا يسند الحكم لحاقدٍ , فالحقد يدفع صاحبه لظلم الآخرين المخالفين له , والحاقد يحركه حقده ويتحكم فيه , وقد يدفعه للانتقام والإساءة للآخرين , والتغيير مطلوبٌ في أيّ مجتمع يتطلع إلى الأفضل , إلا أن الدافع إلى التغيير يجب أن يكون هو الإصلاح , وليس الانتقام , فإذا كان الباعث على الإصلاح هو الحقد والانتقام لم يعد إصلاحاً , وليس من الضروريّ أن يرتبط الإصلاح بالإساءة للآخرين , بل يجب أن يتمّ الإصلاح مع مراعاة حقوقِ الآخرين , لئلا ينقلب الإصلاح إلى إفسادٍ ..  والحزم ضروريّ  لتحقيقِ الإصلاح , والحاكم العاقل العادل يحقّق الإصلاح المطلوب بخطواتٍ مدروسة وضمن مشروعٍ متكاملٍ للإصلاح , يحمي به المصالح الاجتماعية , ويحقّق العدالة في المجتمع , ولا يظلم أحداً ولا ينتقم من أحدٍ , وهذا يضمن لخطة الإصلاح أن تكون ناجحةً ومقنعةً ومحققةً للغايات المرجوة منها