الحكمة فى الرواية..

كلمة اليوم
من ابرز علوم القران علم سبب النزول , وهو العلم الذى اهتم به علماء التفسير للتوصل الى المعنى المراد من الاية , ولايستقيم فهم المعنى المراد من اية قرآنية الابمعرفة السبب الذى ادى الى نزول تلك الاية ,ليس التفسير ان تفسر ظاهر الدلالة اللفظية ولكن المفسر الجاد يحرص على التوصل الى المعنى المراد من تلك الاية..ولا يختلف الامر فى تفسير الحديث فلا بد من معرفة المراد منه عن طريق فهم الاسباب التى ادت الى ذلك الحكم او النص او الرواية..
لكل كلمة دلالة , وتختلف الدلالة بحسب خصوصية النص , من حيث الزمان والمكان والدوافع والبواعث والمناسبة التى رافقت تلك الرواية , اذا فهمت كل ذلك ادركت المعنى المراد وكنت اقرب اللى الصواب, وبهذاالمنهج يمكننا التوصل الى حسن الفهم بطريقة افضل , ولابد من معرفة المخاطب بذلك النص , وهذا امر تحدث عنه علماء الاصول ..
ما احوجنا الى حسن الفهم لما نقرأه او نرويه لكي نكون اقرب الى المراد , لابد من معرفة كل ما رافق الرواية من اوصاف تساعدنا على الفهم , ليست العبارة المروية فقط , فقد نحتاج الى طبيعة الخطاب ونبرته واسلوبه والمخاطب به , الخطاب يختلف بحسب المخاطب به , اذا عرفت مخاطبك عرفت كيف تخاطبه , عندما تتكلم فى مجلس علم فيجب ان تعرف كيف تتكلم واذا اردت ان تتكلم فى مجلس العوام فاختر ما يلائمهم وما يستطيعون فهمه من المعانى التى تريد ان توصلها اليهم..ليس كل مايقال فى مجلس يمكنه ان يقال فى مجلس اخر , فلا بد من مراعاة المجالس والمخاطبين , اذا اردت ان تمدح من تحب فعليك ان تحسن اختيارالفكرة والاسلوب الذى يؤدى الى تحقيق ما تريد من المدح مما يراه الناس حسنا ولا تمدحه بسيء ينكره الناس من الاقوال والافعال , احيانا تسيء لمن تحب اذا لم تحسن اختيارما تصفه به من اوصاف , فهناك المحب والمبغض وهناك من يترصد الكلمة لكي يوجهها كسهم قاتل لمن صدرت منه , وقد امتحن كثير من العلماء بسبب ما نسب اليهم من اقوال تحتمل معانى عدة ودلالات مختلفة , ومن يترصد الهفوات ينتظرها لكي يسيء بها وما زالت تنسب لابن العربي الحاتمي اقوال ينكرها العلماء عليه مثل وحدة الوجود والحلول , وهناك معيار الشرع والعقل ولا يمكن تجاوزه ولو بكلمة حق , ولسنا بحاجة لرواية ماوقع الاختلاف في معناه او لفظه او ما هو مثير للجدل من الكلمات المتشابهة , ان صحت الرواية فيجب ان توجه للمعنى الذى لا خلاف فيه , وفى الفكر الصوفي تحدث ائمة التصوف عن الاحوال التى ترد على السالكين وهي كلمات حق بالنسبة لقائلها الا انها لا تعتبر كذلك فى نظر الاخرين وبخاصة اذا اسيء فهمها او استغلت للاساءة , مهمة المحبين ان يحسنوا اختيار ما يروون امام العامة عن شيوخهم فليس كل ما سمعوه يمكنه ان يروى فى غيرالمجالس التى قيلت فيها ولا بد من احترام خصوصيات المجالس والمخاطبين , وهذا من الجكمة والسداد وحسن الفهم , ومن يؤت الحكمة فيما يختارمن الروايات عن الصالحين فقد اوتي خيرا كثيرا..

( الزيارات : 1٬415 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *