كلمة اليوم
الدين ليس مجرد انتماء اليه ..وانما هو التزام بمنهج سلوكى وفكرى واخلاقى يرسم الدين معالمه ويطالب من ينتمى الى الدين ان يلتزم به ، وهذا المنهج هو ما يريده الله من الانسان ان يكون عليه فى حياته لكي تكون الحياة افضل واكمل ، ولكي لا يتزاحم الانسان مع اخيه الانسان ولا يتنافس فى الحقوق ، وهذا التنافس لا بد الا ان يقود الى التنازع اولا والقتال ثانيا ، اذا لم يقع الالتزام بهذا المنهج فالتنازع حتمى لدفاع المظلوم عن وجوده وحقوقه ، عندما يقع التجاوز فالخلاف حتمي ، ولا حدود لآثاره ، مهمة الدين ان يقرر ثوابت الحقوق فى كل العلاقات الانسانية فى العلاقات الاسرية اولا وفى الاموال والمعاملات المادية والعقود المبايعات ثانيا وفى الحكم والسلطة وعلاقة الانسان معهما ثالثا ، مهمة العبادة انها تغذى قيم الخير فى النفوس لكي تكون اقرب الى الله ولكي تكون مؤهلة لاحترام هذه الحقوق المتبادلة مع كل الآخرين ، لا شيء اسوأ عاقبة من الظلم والتجاوز فى الحقوق الانسانية ، اذا لم تحترم الحقوق فالحرب حتمية وقادمة لا محالة ، العاقل لا يظلم فى البداية لكي لا يُظلم فى النهاية ، ويعطي للآخر حقوقه لكيلا ينتزع منه ، من لم ينصت للكلمة العاقلة فسوف ينصت لغير الكلمة العاقلة رغما عنه ، متى نتعلم سنة الله فى الكون والحياة ونفهم جيدا ان الظلم مهما طال لن يدوم ، وان الطغيان يستفز النفوس للدفاع عن حقوقها مهما كانت التضحيات ..