الرحلة الى الهدف

كلمة اليوم
من شأن الكبار سواء كانوا افرادا اودولا انهم يضعون اهدافا تحقق مصالحهم ، ثم يبحثون عن الوسائل التى تساعدهم على تحقيق تلك الاهداف ، لا أحد ممن يقوم بأي دور من هذه الادوار يعرف ما يراد به ان يفعل ، قد يظن ان الكرة قد وصلت اليه ويحاول ان يمسك بها وفجأة تؤخذ منه وقد يسقط ارضا ، فهو حلقة ضرورية فى مرحلة ما ، ثم تنتهي المهمة وتبندئ حلقة جديدة برموز جديدة ، وتستمر الرحلة الى الهدف ، من يتابع المشهد من بعيد يقف ويرقب ما يجرى ، فالماء تسير فى الاقنية التى تفتح لها وتمهد لسيرها ولا تتجاوزها ، لاأحد يحظى بأهمية خاصة عندما ينتهى دوره المرسوم ، ليس هناك من الكبار من يحزن على مظلوم او يبكى على شهيد او يتحرك قلبه بألم على مأساة الابرياء وشقاء الضعفاء ، كل هؤلاء مطايا لاهداف يخططها الكبار ويدفع ثمنها من يقع عليه الاختيار لكي يكون هو الضحية ..
مسكين ذلك الانسان البرئ الذى يجرى وراء سراب ويدفع الثمن غاليا ثم يكتشف انه قد خُدع وغُرر به ويبكي ولا أحد يشعر به ، وينادى ولا أحد يسمع له ، الموكب قد غادر المكان ، وترك ضحاياه فى ارض المعركة ، بعد ان انتهت مهمتهم ، ما اقسى ما يعانى منه الضعفاء وهم يتصارعون على بقايا ما تركه الاقوياء لهم من فتات ، لو كانوا اكثر يقظة لما تمكن احد من خداعهم ولا رضوا ان يكونوا مطية لظالمهم لكي يصل بهم الى ما يريد ولو كان الثمن غاليا ، فلا قيمة لحياة المستضعفين ، لولا اختلاف اؤلئك الضعفاء فيما بينهم لما تمكن عدوهم منهم ، ولولا طمعهم فيما توهموه من غنائم الدنيا من سلطة ومال لما تمكن طامعهم فيهم ، طريقنا الى الحرية هو ان نؤمن بها اولا كخيار ، ولا حرية بغير تكوين المواطن الصالح الذى لا يسمح لنفسه ان يكون مخدوعا ومغيبا عن قضاياه ، فهو مؤتمن على كل ما يتعلق به فلا يفرط بجهل منه بحق من حقوقه ولا يسلم قياده لمن يطمع فيه ، ولا يثق بمن يريد خداعه ولو اظهر المودة له ، فمن نام عن حقه فلن يشهد طلوع الفجر ابدا ..

( الزيارات : 1٬413 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *