الرزق مقسومٌ لكم في الأزل فلا تلهثوا بالبحث عنه ، إنّه لا يزيد ولا ينقص ، وخذوا الأسباب لتحصيله ، فلا رزق إذا لم تشتغلوا في تحصيله ، والعمل عبادةٌ ، وقد أُمِر الإنسان بالعمل  ، فلا تتواكلوا ولا تتكاسلوا والاتكال على الغير مذلّة ومهانة ولا فضل لعابد على عامل ، ولا يُحتَجُّ بالعبادة لتبرير الكسل والتواكل ، فالكسل مذمومٌ في الدين ، وهو يدلّ على نفسيّة وضيعة ، ولا يتعايش مع الكسل أصحاب الهمم العالية ، قاوموا الكسل ولا تستسلموا له ، فالكسل من خلق العبيد ، والعبوديّة هي قبول المهانة والاستسلام لها والأحرار يأنفون خلق العبوديّة ، اجعلوا المال في خدمتكم واستخدموه لإسعادكم ولا تجعلوا المال يذلّكم ويستخدمكم فمن أذلّ ماله عزّ في دنياه ، ومن أعزّ ماله أذلّه هذا المال ، فكونوا سادةً بما تنفقون ومن جمع ماله عن طريق الحرام محقه الله وأذلّ صاحبه وكتب على أولاده الفقر والمذلّة فلا دوام للمال الحرام .