السفهاء ..

كلمة اليوم:
كلمة السفه والسفاهة من الكلمات سيئة السمعة فى اللغة العربية ، وتدل على الجهل والحمق والتصرف الخاطئ الذى لا يخضع للمعايير العقلية ولا يحترم الثوابت الشرعية فى المواقف والافكار والسلوكيات ، والسفيه هو من لا يحسن التصرف فيما يملكه من الاموال والحقوق ، وكل من لا يحسن التصرف فهو سفيه ويحجر على السفيه ويمنع من التصرف فى كل ما يملكه ، وقد نهى القران الكريم ان تسلم الاموال للسفهاء “ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التى جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا ” سورة النساء الاية 5 , فالسفيه لا ينبغى ان يمكّن من ماله او من مال اسرته او مال المجتمع التى جعله الله قواما اي سببا يوفر اسباب الحياة للانسان ، والقوام هو ما يقوم به الشيئ وهو قوام العيش ، ويعطى السفيه ما يكفيه ويمنع المال عنه ولو كان ماله الى ان يبلغ رشده حماية لحق المجتمع فيه ، فالمال مال الله وما كان لله فهو للناس كلهم لكي يكون قواما للحياة ولا يمنع منه احد ، ونسبة المال الى النجتمع لا الى مالكه للاشارة الى مسؤولية المجتمع كله عن حماية ما تقوم به الحياة من الاموال والحقوق والمصالح العامة وحياة الانسان وكرامته ، فالمجتمع متكافل لحماية حياته ووجوده وكل مصالحه ، ولا يسلم للسفهاء ما ارتبطت الحياة به ، ولا مكان للسفهاء فى مجتمع يدافع عن وجوده ،ولا يسمح لهم بتهديد الحياة والتحكم باسبابها التى يملكها الناس جميعا ، فكل من يهدد قوام الحياة من الاموال والامن والطعام فيجب ان يحجر عليه ما لم يثبت رشده وتحمله للمسؤولية ، والمجتمع كله مؤتمن على قضاياه واسباب وجوده واستمراره ، ولا مكان للسفهاء فى مجتمع يريد ان يدافع عن وجوده ، لا ملكية للسفهاء فيما يملكون من اموال ومصالح وملكيات ، لان المال هو ملك للمجتمع كله ولا يملك مالكه فيه ان يتصرف بما يضر مجتمعه ، والمجتمع كله مؤتمن على المال العام والمصالح العامة الذى هو قوام الحياة ، ومن لم يثبت رشده فهو محجور عليه ولو كان المال ماله والحق حقه ، فلا ملكية مطلقة فى نظر الاسلام الا فى نطاق التصرف الرشيد والانفاق العاقل الذى يضع الدين ضوابطه ويحدد طرقه فمن تجاوز ما هو مشروع فى نظر العقل والشريعة فهو سفيه ولا شرعية لسلوكه فى الاموال والحقوق وكل ما يلحق الضرر بمصالح المجتمع ..
مااكثر السفهاء فى مجتمع الجهالة حيث يتطاول الاقوياء على الضعفاء ، وتنتهك كافة الحقوق الانسانية التى اقرها الدين للانسان لكيلا يظلم الانسان او يقع العدوان عليه فى اي حق من حقوقه ..

( الزيارات : 2٬745 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *