ذكريات الأيام ..السيد النبهان في يوم الجمعة

كان يوم الجمعة في حياة السيد النبهان طيب الله ثراه يوماً جميلاً وحافلاً بالنشاط ، كان السيد يصلي الفجر في موعده ثم يقرأ القرآن الى طلوع الشمس ، ينام قليلاً ثم يستيقظ عند الثامنة ، يدخل الحمام الساخن لمدة ساعة ثم يخرج بملابس الحمام إلى سريره لمدة نصف ساعة ، ثم يرتدي ملابسه ويقص أظافره ويصلي صلاة الضحى ويتناول طعام الإفطار بعدها ، ويرتدي ملابس الجمعة البيضاء ويضع عطر الورد الذي كان يحبه ويلبس خاتم العقيق الأحمر ، وقبل الصلاة بنصف ساعة يخرج من داره في حارة الباشا وكنت أرافقه دائماً في طريقه إلى الكلتاوية ماراً بباب الحديد ، وكان ينتظره عند باب البيت عدد من إخوانه ، وفي طريقه الى الكلتاوية القديمة كان ينتظره إخوانه على امتداد الطريق ،يسلمون عليه ويسيرون خلفه إلى أن يصل إلى الكلتاوية ، وربما وصل عدد المرافقين إلى خمسين ، يدخل إلى غرفته يسلم عليه إخوانه الذين كانوا يحرصون على صلاة الجمعة فى الكلتاوية ، كان الشيخ بشير حداد هو إمام الكلتاوية وخطيبها ، وكان يحظى بمحبة الشيخ ، كان السيد يصلي السنة في غرفته المجاورة للقبلية ويسمع الخطبة وعندما تقام الصلاة كان يدخل إلى القبلية ويقف على الجانب الأيمن قرب غرفته ، وبعد الصلاة يدخل غرفته لمدة قصيرة يستقبل إخوانه ،ثم يخرج فى طريقه إلى داره في حارة الباشا ، ويرافقه كل من كان في المسجد إلى داره ، ويقف أمام باب المنزل ويسلم على جميع من كان يرافقه واحداً واحداً ، قد يصل عددهم إلى مائة رجل ، ثم يدخل إلى داره ، أحياناً كان يخرج عند العصر إلى كرم أو مزرعة في طريق الشام كان يذهب إليها باستمرار إلى ما بعد المغرب ، ويلحقه إخوانه إلى المزرعة ، وفي المساء يعودون جميعاً ولا يغادر إلا بعد أن يطمئن إلى عودة الجميع واتساع السيارات لكل الموجودين ..