السيد النبهان ومنهج التجديد الصوفى

السيد النبهان ومنهج التجديد الصوفي
ليست الغاية من الحديث عن السيد النبهان طيب الله ثراه ان نمدحه او ان نترجم سيرته الشخصية ولا ان اسعد المحبين له من اخوانه من الاسرة النبهانية الروحية وبخاصة فى سوريا والعراق ودول الخليج والاردن ومصر, وانما الغاية التى نريدها ان نوجّه الاهتمام الى اهمية منهجه التربوي والروحي الذى انفرد به فى حياته وتناقله اخوانه عنه , ويعتبر المنهج الروحي الاصيل المستمد من الثوابت الاسلامية فى العقيدة والعبادة والاذكاروالسلوك , وهو منهج اود ان اؤكد على اهميته اليوم كمنهج تجديدي ملتزم معبر عن فهم عميق لمفهوم التصوف الذى ابتعد عن مصادره التأصيلية المستمدة من السيرة النبوية , وشُغل اتباعه بالشكليات والمظاهر الخارجية التى اصبحت هي الغاية والهدف , وسيطرت عليهم الاوهام واصابهم الغرور بما ظنوه فى انفسهم من توهم الكمال والشعور بالجلال وادّعوا ماهم غافلون عنه من الفهم الصحيح والذوق السليم , واصفرّت اوراق التصوف الموهوم وتساقطت , فلم تعد اشجاره تثمر المعرفة بالله والادب مع الله وثقافة العمل الصالح ومحبة الناس والرحمة بالمستضعفين , لا بد من تصوف اصيل فى منابعه يغذّى القلوب بغذاء الروح ومحبة الله ويعيد تكوين الانسان المستخلف على الارض والمؤتمن على عمارتها بالحق والعدل والسلام ..
ليس التصوف طقوسا محفوظة تتردد فى المجالس , وليس نفوذا موهوما يتنافس اتباعه عليه , فلا طريقة صوفية الا اذا كانت اصيلة الانتماء الى منهج النبوة فى كل عمل من اعمالها فى العبادات والاذكار والافكار , ولا منهجية الا اذا كانت منهجية تنهض بالهمم الى الكمال وتعلى من مكانة الانسان وتشعره بالمسؤولية امام الله ..
نريد تصوف النهوض الى الافضل فكرا وادبا وسلوكا ووعيا , وتصوف كرامة الانسان وتميّز الانسان ورقيه فى الخلق والفهم والادب وفى السياسة والتجارة , وهذا ما اراده السيد النبهان فى منهجيته المجدّدة الرائدة الراقية المخاطبة للقلوب والمغذية لقيم الخير التى ستحدث تحولا فى مسار التصوف والفكر الصوفي ومناهج التربية الروحية لكي تعيده الى اصالته وينابيعه الصافية وتوقف الانزلاقات الكثيرة فى افكاره واساليبه ومجالسه التى وقع فيها بعض المنتمين الى التصوف قديما وحديثا فاساؤوا الى صورته الصافية النقية وشوهوا بجهلهم به ملامحه المضيئة ..

( الزيارات : 1٬318 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *