الصوفية والسلفية..إلى أين.؟!..

الصوفية والسلفية..إلى أين.؟!..

IMAGE(1)
الخلاف بين الصوفية والسلفية ظاهرة سلبية وهو خلاف وهمي وظاهري ، ويمكن التغلب عليه بسهولة ويسر.. وهذه هي مهمة العلماء أن يقربوا ما تباعد من المواقف وأن يصححوا بعض المفاهيم وأن يشجعوا الحوار بين الطرفين..
والخلاف في حقيقته ليس بين التصوف الحق والسلفية الحقة وإنما الخلاف بين تجاوزات الأتباع من كل طرف في التطبيقات والممارسات وسوء الفهم المتبادل والتعصب المذموم..
الصوفية الحقة هي صوفية السلف الصالح وهي صوفية أئمة التصوف , وتقوم على أساس واضح وهو الاتباع وطاعة الله والرسول صلى الله عليه وسلم ..

ومن ثوابت الصوفية التحقق بالعبدية المطلقة لله تعالى ومحبة الله والإلتزام الكامل بأحكام الشريعة في أصول العقيدة والأحكام والإستقامة في السلوك والتحرر من التعلقات الدنيوية التي تحجب العبد عن ربه وطهارة عما سوى الله.. هذه هي صوفية ائمة الصوفية وما عداها فهي رعونات تصدر من السالكين في بداية سيرهم ولا تصدر من أئمة الصوفية أبداً ..
أما السلفية الحقة فلا تختلف في هذه الثوابت وإنما توجه نقدها للسلوكيات الخاطئة وتطالب بالعبدية لله تعالى وعدم إشراك أحد معه في الربوبية والتدبير وعدم تقديس أحد من عباد الله ذلك التقديس الذي ينافى العبودية .. وهذا أمر لاخلاف فيه فلا قداسة لأحد بما ينافي ثوابت العقيدة ووضوح التوحيد..وطهارة القلب مما سوى الله هو غاية الصوفية ..فكيف يتصور الشرك بالله مع وجوب طهارة القلب من غيره..
أليس هذا من سوء الفهم لما تريده الصوفية.؟!.
أما البدعة فلا خلاف ان البدعة المذمومة هي إضافة عبادة إلى العبادات بما لاأصل له.. وهذ أمر مسلم لدى جميع العلماء ..ولا أحد قال بغيره.. والتأكد من صحة الرواية في المرويات , وهذا مطلب ثابت ولاخلاف فيه..
إذن أين الخلاف ولماذا كان الخلاف..؟!.
سبب الخلاف هو الجهل والجهلة من الطرفين .. في انزلاقات العامة في السلوكيات المنافية لثوابت الدين .
لايمكن للسلفية الحقة أن تنكر أثر التربية الروحية في تغذية القلوب بقيم الايمان وأثر الربية الروحية في تزكية النفوس والإرتقاء بها إلى الأكمل وترسيخ قيم الإيمان والإخلاص والتحرر من العبودية للطغاة ومقاومة الظالمين..لاصوفية بغير مضامينها الحقيقية ولا سلفية بغير التزامها بقيم الخير والتسامح ومحبة الاخرين والتزام الأدب مع الله ومع الناس…
هل من أمل جديد للتغلب على ظاهرة سلبية في مجتمعنا للتقارب بين منهجين غير مختلفين في الثوابت ومتنافرين في العواطف بسبب الجهل وعدم الانصاف والتعصب الجاهل في عصر تخلف اهله عن فهم متطلباته واستسلموا لواقعهم المتخلف ..

( الزيارات : 829 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *