الطالب الاول فى الكلتاوية

ذاكرة الايام..الطالب الاول فى الكلتاوية
ما زلت اتذكر عندما كنت الطالب الوحيد فى الكلتاوية النبهانية القديمة فى منتصف الخمسينات قبل ان تبنى الكلتاوية الجديدة , كنت اجلس وحيدا فى غرفة السيد الجد طيب الله ثراه واشعر بالفرحة والسرور ..كانت حدائق الكلتاوية رائعة مليئة بالازهار والورود واشجار الصنوبر, كانت هناك بركتان جميلتان وممرات بين اشجار الياسمين وسواقى ماء تجرى بين الاشجار , كنت اقضى وقتا طويلا وبخاصة فى الصيف من العصر الى العشاء ..كنت اضع لنفسى برنامجا دراسيا ..مازلت اذكر اساتذتى فى تلك الفترة , وهم اصدقاء ولو كانوا اكبر منى سنا وكنت معتادا على صداقة الكبار , وكنت احبهم ويحبوننى ,وكنت اشعر بعاطفتهم الصادقة وما زلت احمل لهم عاطفة احترام واجلال لما كنت المسه منهم من اخلاص وصدق , وابرزهم الشيخ بشيرحداد معلمى الاول الذى علمنى قراءة القرآن وكان محبا للكلتاوية ومن ابرز اعلامها واقدمهم والمؤتمن عليها وهو خطيبها الاول , والشيخ اديب حسون وكان يدرسنى فى كتاب تنوير القلوب ومبادئ الاخلاق وهو استاذى فيما بعد , وهناك الشيخ نذير حامد امد الله فى حياته وكان عالما متميزا فى النحو وعلمنى علم المواريث ولم ازد عما تعلمته منه , واصبحت حجة فى علم المواريث بفضل جهده وكان صديقا محبا صادقا , وكنا نذهب فيما بعد الى الجامعة معا وانا مدين له بما كان يفعله لاجلى .لم القه منذ عشرين عاما ولم انسه ابدا , وارسل له تحياتى ومحبتى , وهناك صديقى الخاص الاستاذ حسان فرفوطى رحمه الله وكانت بينى وبينه علاقة خاصة ومودة متميزة يعرفها الجميع وكان يدرسنى الادب والشعر , وكان من انبل الناس خلققا ونبلا .وكان مبتسما على الدوام ومحبا لكل الناس , وهناك الاستاذ نزار لبنية الذى كان يعلمنى الحساب والرياضيات وكان يتابع دراستى من الابتدائية حتى المرحلة الجامعية ..وهناك اساتذة اخرون فيما بعد من امثال الشيخ ابو الخير زين العابدين والشيخ اسعد عبجى والشيخ عبد الوهاب سكر , وانا اتكلم عن مرحلة الكلتاوية القديمة ولا اتكلم عن الاساتذة الاخرين فيما بعد.ز
ما اجمل المشاعر التى اشعر بها تجاه رموز انسانية راقية فى اخلاقها , كان يدفعهم الحب ولا شيء اخر, كانوا رموز فضل وخلق , وهم افضل من عرفت من الرجال .واعرف ان ابناءهم واحفادهم سيقرؤون هذه الكلمات وهم اصدقاء فى هذه الصفحة واعرف انهم سيكونون سعداء بما يسمعون عن ابائهم واجدادهم من الذكريات الجميلة ..

( الزيارات : 1٬216 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *