العدالة والسلم الاجتماعي..

كلمة اليوم:
عندما يحتكم الناس الى قانون عادل يرتاح الجميع ولا يشعرون بالظلم ، فالعدل مريح للنفوس لان النفوس تتوقع الحكم العادل ولو كان قاسيا لانهم يشعرون بالراحة النفسية لعدالة الحكم ونزاهته ، لاشيء يثير مشاعر الغضب كالشعور بالظلم لان الظلم يستفز النفوس ويفسدها ويدفعها لسلوك خاطئ فلا أحد لا يستفزه الظلم اذا وقع عليه ، العدل هو الطريق الى تحقيق الاستقرار النفسى والسلام الاجتماعي ، نحتاج الى التوزيع العادل للثروات العامة والامتيازات التى هي ملك لكل الناس والى الاجور العادلة التى تحقق الكفاية والكرامة ، فالاجر الذى يقل عن حاجة الانسان ليس عادلا ولا يقبله الاجير مختارا لان الحاجة تدفعه للقبول به والرضوخ اليه ، اذا شعرت ان القانون يطبق عليك وعلى غيرك تقبل به وترضى بحكمه ، ولكنك لا تقبل به اذا شعرت انه يطبق عليك ولا يطبق على غيرك ، ما احوجنا الى اسباب السلام الاجتماعي لكي يتحقق السلام فى المجتمع ، لا احد من الناس لا يرضح للحق اذا تبين له انه حق ، والحق احق ان يكون فى موطن الاحترام ، واذا وجدنا خللا فى الموازين فلا بد من ظهور اثار الخلل فى السلوكيات واسرعها ظهورا التململ اولا والغضب ثانيا والتمرد على الظلم ورفضه ثالثا ، وهذا حق للانسان فى المقاومة المشروعة دفاعا عن النفس ورفضا للظلم حيث كان مصدره ، كل خلل لا بد له من اثر ولو بعد حين ، ولولا الخلل فى البداية لما كان انفعال الغضب فى النهاية ، ولا حدود لقدرات الانسان على مقاومة الظلم الواقع عليه ، اذا لم نرفع الظلم عن المظلومين والمستضعفين فلا ينبغى ان نتوقع السيطرة على سلوكيات العنف فى المجتمع ، العنف تعبير عن غضب مكبوت ولا يمكن ان يقاوم الغضب بالقوة ولا يقاوم العنف بالعنف ما دامت اسباب العنف قائمة ، دعوة الاصلاح يجب ان تكون بمقاومة اسباب الخلل فى المجتمع واسباب الغضب الناتج عن تجاهل مطالب الانسان فى العدالة الحقيقية الناتجة عن احترام الانسان حيث كان انتماؤه الدينى والطائفى والقومى فى ظل صيغة عادلة للنظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادى ةيعبر عن التوافق على ذلك النظام ..

( الزيارات : 1٬402 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *