العلماء ورسالة التصحيح

كلماتً مضيئة …العلماء ومهمة التصحيح

العلماء قسمان ، عالم تعلم العلم.. واتقن ما تعلمه واعاد كتابة ما تعلمه كما هو ، ولَم يضف الي ما تعلمه. شيئا ، وهذا النوع من العلماء كثير ، وبخاصة في هذا العصر الذي كثر فيه اهل التخصص ، وابدع الكثير من هؤلاء العلماء فيما تعلموه. ، وهذا حسُن وجيد , واقصد اهل العلم والمتمكنون منه , ولا اقصد ادعياء العلم وهم كثر ، وهناك فريق آخر تعلم. جيدا. واضاف الي ما تعلمه شيئا الي جهد سابقيه ، فاشتهر بما اضافه بفضل جهده  فى تلك  الاضافة ، وهؤلا ء هم البناة المجددون الذين يضيفون الى جهد السابقين شيئا يذكرون به ، وفِي العادة. يجري التصدي لهؤلاء لمخالفتهم لمعاصربهم فيما تعلموه والفوه عن الاجيال السابقة لهم ، وكنت اركز علي اهمية هذا الصنف الذين يتعلمون ويضيفون الي جهد سابقيهم ما يعبر عن فكرهم ، مهمة هؤلاء شاقة في مجتمع اعتاد اهله على التلقين والتقليد , وكنت ارى ان احياء التراث هو الاضافة اليه بجهد كل جيل وذكرت ذلك فى احد الدروس الحسنية ، ومثل هؤلاء العلماء ترتفع مكانتهم. في غير عصرهم عندما. تكتشف جهودهم وما تركوه من اآثار مفيدة اضاءت الطريق لمن بعدهم ، رحلة البحث. عن الطريق مستمرة , ولا توقف فيها لان الحياةً مستمرة ولكل جيل قضاياه واسهاماته المعبرة عنه ، ولا جيل كالجيل السابق له ، لان الماضي لا يعود ولا يتكرر ، ولكل عصر قضاياه واهتماماته التي يعيشها وهو المخاطب بامر الله ان  يعمل به بما تتحقق به  مقاصده المرجوة  وتحترم به المصالح المشروعة ، و المخاطب  هوالمكلف بان يفهمها بما يحقق الاغراض المرجوة ، وان يجد الحلول الممكنة لها ، لا اجد التقليد هو الطريق ، ولا اراه ممكنا مع اختلاف المجتمعات ، لان الحياة متجددة ، ولا بد من مواكبة الفكر للحياة ، الخطاب الالهي واحد ، ويخاطب كل جيل به  وهو مطالب ان بعمل به بما تتحقق به. اهدافه التي يريدها الله من عباده ان يكونوا عليه ، وتحترم خصوصيات كل عصر ومجتمع ، والانسان  هو المخاطب والمؤتمن. علي ما خوطب به من امر الله ، ان يفهمها بروحيتها ومقاصدها اولا ،وان يعمل بها بما يحقق اغراضها ثانيا ، وهذه هي رسالة الدين التي جاء بها رسل الله عن طريق الوحي الالهي ، ما يريده الله. واحد منسجم ومتكامل ولا يمكن ان تتناقض  اهداف الدين ورسالة الانبياء ،واهمها امور ثلاثة ,

أولا : الايمان بالله وحده لا شريك له والقيام بحقه طاعة وعبادة كما امر ، وثانيا : احترام الحق في الحياة من خلال.العدالة في الحقوق بالكيفية التي تتحقق بها تلك الحقوق من غير تجاوز او ظلم او عدوان ،

وثالثا : التكافل. والتراحم. ومحبة الخير واحترام الانسان من منطلق الحق في الحياة لكل عباد الله ، والعقل هو المخاطب لانه يملك اسباب الفهم. ، ويستمد نوره من النور الالهي الذي يعم الوجود ، ويجب ان يتحرر ذلك العقل من قبضة الغرائز الفطرية الشهوانية والغضبية معتمدا في ذلك علي ما يملكه من تلك القوة. الروحية المستمدة من النور الالهي الذي به كان الوجود بما هو عليه من تلك الحياة بكل تجلياتها. في ابداع الخلق والانسان ، لا شيء خارج الكمال الالهي. ، النظام الكوني ابدعه الله لكي يكون كما هو عليه ، اما النظم التي يضعها الانسان  فانها تقوم بتسيير المجتمع. ووضع قوانينه. التي تسهم في. استمراره من القوانين العادلة  والخدمات. والوظائف الاجتماعية وهي من مهمة الانسان المكلف والمخاطب بامر الله ،ان يضعها بارادته واختياره. وترتقي المجتمعات برقي نظامها الذي وضعته لنفسها وتنحدر بانحداره ، واهم ما يجب ان تتحقق في ذلك النظام ان يحقق العدالة في الحقوق بحيث لا يحرم اي احد من حق اقره الله لكل عباده فى هذه الحياة ، واعداء الله هم الظالمون والمعتدون من طغاة الارض الذين استكبروا. في الارض بسبب سلطة يملكونها او مال انفردوا به وكان ثمرة ظلم واغتصاب واكل لاموال الناس بالباطل ، لا بد من المراجعة النقدية المستمرة في كل جيل ان يصحح ما انحرف فيه الجيل السابق له لكي لا يترسخ الانحراف ويزداد خطورته وتضيع البوصلة الهادية التي تهدي. الناس الي الطريق الذي يحبه الله من عباده ، لكي تستمر الحياة كما ار ادها الله ، لا بد من التمسك بالاصول الثلاثة التي امر الله بها ، والتي تقود الي الله ، الايمان والعدالة والخير ، وهذا هو منهج العمل الصالح. ، وكل جيل مؤتمن علي التصحيح المتجدد في المفاهيم والمعايير بعيدا عن التعصب. الجاهل. والكراهية لكل الاخرين والجهل. الذي يكرس التخلف. ، لا بد من التصحيح. لكي تظل مرتبة الانسانية مميزة بحسن الفهم. واحترام الحياة والتراحم بين العباد والتكافل في اسباب الحياة ، ومن مظاهر الجهل ان. يتحكم الجهل من العقول فتري بها. الظلم. عدلا والعنف جهادا. والعدوان. عبادة. ، ما لا يليق بجلال الله حكمة. وعدلا وخيرا ورحمة. فلا ينسب الي الدين ، العدوان والقسوة والكراهية والقتل والعدوان علي الابرياء وظلم المستضعفين ظلم يحرمه الله ، ولا تساهل فيه , وتلك هي اهم رسالة الدين ..

( الزيارات : 409 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *