الموت موقظ لكل الغافلين عن الله

علمتني الحياة أن أومن بأنّ الموت حقّ وهو الموقظ الأكبر للإنسان ، وهو يجسد معنى العدالة الإلهية ، فلا كبير ولا صغير ، ولا حاكم ولا محكوم ، وطغاة الأرض سيموتون يوماً ، وقد يذلهم المرض قبل ذلك ، فأين الطغيان وأين القوة والجبروت ؟

لا شيء سيدوم ، والعمر لحظة ثم يتوقف كل شيء ، ولا يبقى شيء مما بناه الإنسان ، فأين القصور العالية والمباني العظيمة والانتصارات المجيدة؟؟ كل ذلك سيطوى في سجل التاريخ .. فأين ما تركه أولئك الفاتحون العظام .. وفي الآخرة سيحاسبون عما فعلوه ..

لا شيء يسعد الإنسان كجهد قام به في مرضاة الله ، وما يرضي الله هو العمل الصالح الذي يهدف إلى إسعاد الخلق وهم عيال الله حيثما كانوا ..والله أرحم بعبده , ولا يظلم ربك أحداً من عباده ، ولا يرضى أن يُظلَم عبدٌ من عباده .. ويوم القيامة سيحاسب الناس على أعمالهم فمن عمل خيراً سيلقى خيراً , ومن عمل شراً سيلقى شراً .. هذه هي العدالة الإلهية ..

والموت معلم وموقظ وموعده قريب ، ولا يفلت أحد منه ، وطغاة الأرض من اصحاب النفوذ والمال والسلطان لا يملكون تأخيره إذا جاء أجلهم ، وقد يأتيهم بغتة وهم غافلون عنه ، وقد يصيب أقرب الناس إليهم من أبنائهم وأحبائهم ..

ومن تأمل في الموت أيقظه الموت من غفوته , وأعاده إلى إنسانيته ، ومن قسا قلبه فقد خرج من الأسرة الإنسانية ، ولذلك كانت الصلاة في كلّ يوم خمس مرات لكي يكون الإنسان مع الله يدعوه بصدق ويسجد له ، اعترافاً بعبديته ، وتعظيماً لله .. 


 

( الزيارات : 810 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *