الى اين نسير..

كلمة اليوم
ما اقسى ان يشعر الانسان بالظلم من اناس كان يتوقع ان يكونوا محبين له اوفياء لا يغدرون به فى لحظة غفوته ويستغلون ثقته بهم , وفجاة يكتشف انهم كانوا انانيين يبحثون عن مصالحهم ونفوذهم , وارادوه ان يكون كبش الفداء لكي يفديهم بحياته , يموت لاجل ان يحيا الاخرون , ويعانى لاجل ان يخفف المعاناة عنهم , ما اشد معاناة الشعوب الضعيفة وهي تدفع ثمن ضعفها واحيانا تدفع ثمن سذاجتها وثقتها بمن لا يحسن الثقة به
عندما تسقط على الارض فلن تجد من يقف الى جانبك , سيكتفى الاخرون بنظرات الالم ودموع الحزن وكلمات المواساة , ثم يغادرون وتبقى وحيدا فى بيت موحش ليس فيه سوى الصمت ودموع تذرف متلاحقة لا تملك غيرها ترافقها مشاعر الاسى وذكريات الامس ..
هذه هي مسيرة الحياة لمن لا يحسن التعامل معها , ما اقسى الشعور بالظلم عندما تكتشف انك قد دفعت التمن غاليا من حياتك واطفالك وامنك وسعادتك ….
ما اقسى ما يعانيه شعبنا وهو يكتشف فى كل يوم ما كان خافيا عليه , مأساة شعب ارادوه ان يكون كبش الفداء, وعندما سقط تركوه وحيدا فى صحراء مقفرة , قد يمنّون عليه بخيمة تؤوي المشردين وكسرة خبز تخفف من جوع الجائعين, ولو رفعوا وصايتهم عليه لاستطاع ان يحل مشاكله بنفسه , فشعبنا ليس قاصرا عن حماية نفسه وليس عاجزا عن التصدى للطغيان والاستبداد..
ما اقسى ما سوف يشعر به المشاهدون بعد اجيال وهم يتابعون رواية الحياة وماساة الانسان فى بلدنا , بعد جيل سيرفع الركام عن الحقيقة المخفية وتتوقف الرقابة عن الاسرار التى تحتفظ بها الذاكرة من مأساة شعب ما كان يستحق ان يكون الضحية وكبش الفداء ..
ما زلنا فى المربع الاول ونحن على ابواب المربع الثانى , ومن يحسن الفهم والتوقع فسوف يعرف ان المربع الثالث قادم لا محالة , وسيكون اكثر قسوة لان النيران اذا اشتعلت فسوف تمتد الى كل الحقول المجاورة ولو كانت محصنة باسوار عالية , فلا احد يمكن ان يوقف الرياح اذا اشتدت وهي تخترق كل الغابات التى تظن نفسها عصية ومحمية ومحصنة..
عدالة الله فى الارض قادمة وحتمية , وكل من ظلم شعبنا واسهم فى ماساته من قريب او بعيد فالله يعلم ما تخفى الصدور .. وكذلك نولى بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون..

( الزيارات : 991 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *