امصدر الشرعية

كلمة اليومعندما تكون الثوابت واضحة فاننا نحسن فهم ما يجرى حولنا ونعرف الطريق الاقرب للحق والصواب..
ما يجرى فى سوريا امر مؤلم ومحزن , وهو ظاهرة تدل على وجود خلل حقيقى فى المفاهيم الوطنية والمعايير التربوية والاخلاقية , وهو مؤشر على هشاشة فى التكوين الاجتماعي , ولا بد من اعادة النظر فى كثير من المفاهيم الدينية التى ابتعدت عن الثوابت الاسلامية المتعلقة بكرامة الانسان واهمية احترام حقوقه الانسانية ..
عندما يكون الخلاف بين الشعب والسلطة على مفهوم الحكم ورموزه وصلاحيات الحاكم فمن الطبيعي ان يكون موقفنا واضحا وثابتا ولا يقبل المساومة , وهو ان نكون الى جانب شعبنا فى مطالبه وحقوقه بغير حدود, وهذا امر لا يقبل الخلاف ولا التردد ولا يحتمل الخطأ ابدا , لامرين اثنين:
اولهما : ان الشعب هو مصدر الشرعية الدينية والقانونية ولا شرعية لاية حكم خارج ارادة الامة فيما تختاره لنفسها من شؤون الحكم والحاكم وسياسة الحكم , ولا شرعية للقوة ابدا لا فى نظر الدين ولا فى نظر القانون ولا فى نظر الاخلاق , ولا يمكن لا حد ان يناقش هذه القاعدة لوضوحها وعدالة مضمونها ..
ثانيهما :ان استخدام القوة والعنف ضد الشعب الاعزل هو جريمة فى نظر الدين والقانون والاخلاق , وهوظلم واضح وعدوان مدان , ومن يبرره فلا اخلاق له ومن يقوم به فقد ارتكب جريمة انسانية لا يمكن تبريرها ابدا..
هذه ثوابت لا تقبل النقاش لو ضوح الحق فيها..ليس المهم من هو المعتدى , ولكن المهم ان العدوان هو عدوان , والقتل هو القتل , ومن يعتدى على حياة الابرياء فهو مدان ولو رفع شعار الدين او الوطنية , فلا وطنية ولا دين مع ارتكاب الجريمة ضد الابرياء ..
هناك قضية اخرى تستحق النقاش والحوار.وهي التجاوزات التى تقوم بها الفصائل المقاتلة المختلفة ضد المواطن الاعزل بشكل مقصود لاهداف لا تخدم اهداف المواطن ولا تحميه وتسهم فى معاناته واذلاله وتجويعه , وهذه تجاوزات غير مبررة وغير مشروعة سواء كان مصدرها الجهل او الكسب المادى او الاساءة للمواطن , ولا يحتج بالدين لارتكاب عمل يحرمه الدين مهما كان فاعله, ولا وصاية لاحد على الدين فيما هو ثابت من احكامه التى تحرم القتل والعدوان ..
اننا ندعو جميع الاطراف فى سوريا الى احترام ارادة شعب سوريا فيما يختاره لنفسه من غير وصاية عليه ومن غير خوف من سلطة قائمة اونظام حاكم مستبد ظالم والى الاسهام فى التخفيف من معاناته ورفع كل اشكال الحصار المفروض على الابرياء فى الاحياء المحاصرة والافراج عن كل المعتقلين ظلما, وليعلموا جميعا ان الله تعالى مع المظلوم حيث كان, وضد الظلم والطغيان والاستبداد والله لا يحب الظالمين حيث كانوا والى اية جهة انتموا فالظلم طلم لا يقره الدين..
هذه هي مسؤولية جنيف ان تكون مع شعب سوريا مدافعة عنه ولا جنيف ان تجاهلت تضحيات شعب سوريا ومطالبهم العادلة والمشروعة فى العدالة والحرية وسيادة شعب سوريا فى اختيار مصيره الذى قدم كل التضحيات لكي يصل اليه …

( الزيارات : 1٬050 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *