اين الحقيقة..

كلمة اليوم
اين الحقيقة..
كلنا يبحث عن الحقيقة ويتمنى ان يصل اليها ..ولكن هل ما نراه هو الحقيقة ، او هو ما يراد لنا ان نراه .. لا أحد من الناس لا يحب الكمال والجمال والاستقامة والصفاء ، هذه هي الفطرة الانسانية كما خلقها الله صافية راقية على المحجة البيضاء ، ولكن احيانا انت لا ترى الحقيقة ، ترى ما يراد لك ان تراه ، قد ترى القبح ولا تراه قبيحا وقد ترى الجمال ولا تراه جميلا ، وقد ترى العدل ظلما والظلم عدلا ، ما اقسى شقاء الانسان وهمو يقف حائرا امام ما يراه وهو يتساءل فى سره : هل يصدق ام يكذّب .. من يقف خلف الستارة يحكم سيطرته على الاضواء ، فيسلطها على ما يريد ابرازه منها ، انه يجعلك ترى ما يريد ان تراه ، هذا ما يفعله إعلام الكبار فى توجيه الرأي العام ، والشعوب تتساءل فى سرها : هل تصدق ام لا تصدق ..
احيانا يظهر التنافر والتناقض والتردد فيما تسمعه ، ولكن ما ذا يمكنك ان تفعل امام سلطة اقوى منك تمسك بالمقود وتقود المركبة الى ما يراد لها ان تسير فيه ، ليس مهما ان تسير الى الامام او الى الوراء ، المهم ان تسير فى الطريق المرسوم لها ، متى تصحو الشعوب على واقعها وتمسك زمام امرها ، ألسنا مؤتمنين على قضايانا ، لماذا نستسلم لواقع نعرف مسبقا انه ليس الحقيقة ونمشي فى طريق ندرك جيدا انه ليس هو الطريق الصحيح .. لما ذا يُفرض علينا ان نحب شيئا ولا ينبغى لنا ان نحبه ونكره شيئا آخر ولا ينبغى لنا ان نكرهه ، لما ذا نلغى عقولنا ولا نفكر فيها ، وقد اكرمنا الله بالعقل لكي ينير لنا الطريق .. كلما ارتقت ثقافة مجتمع ارتقت معايير فهمه لما حوله من احداث وافكار ، وكان اقدر على الفهم السليم والاختيار الصحيح .

( الزيارات : 2٬412 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *