ثقافة النخبة

ثقافة النخبة

ثقافة النخبة القويّة المترفة الحاكمة تولّد واقعاً خاطئاً ومجتمعاً قابلاً للإنفجار وأمناً مفقوداً وثورات متلاحقة وأزمات اقتصادية وسياسيّة تهدّد الإستقرار والتعايش بين أفراد المجتمع .
ولا بدّ من إعادة النظر في ثقافة الشعوب وقوانينها وقيمها وتقاليدها , بحيث تكون ثقافة إنسانيّة الملامح والأهداف لا تتحدى مشاعر المستضعفين في سلوكها وأسلوب انفاقها ,تهتم بالطبقات الفقيرة والمنسية والمستضعفة في الأحياء الشعبية , ولا يتحقق السلام داخل المجتمع إلا بالعدل في التوزيع والمساواة أمام القانون ومقاومة الظلم الإجتماعي والإستبداد السياسي والإستئثار بالسلطة والمال والنفوذ وإعادة النظر في السياسات الاقتصادية والأنظمة الاجتماعية ، وأن يتوجّه اهتمام الشعوب في نظامها الإقتصادي لمحاربة الاحتكارات الظالمة التي يمارسها أصحاب الثروات والامتيازات وطبقة النخبة الحاكمة…
ويجب أن تُرسَم أولويّات جديدة تهتم بالطبقات الفقيرة , وأن يعاد النّظر في أولويات الإنتاج , وأن يقع الاهتمام بإنتاج السلع والمطالب الضروريّة كالغذاء الذي يحتاجه كلّ إنسان والمساكن الشعبية التي يسكن فيها كلّ فردٍ والمدرسة التي يتعلم فيها كلّ طفل , والمستشفى الذي يُعالَج فيها كلّ مريض , والمرافق الضرورية كالطرقات والماء والكهرباء وكلّ ما يحتاج إليه الإنسان , فما حاجة المجتمع الفقير إلى مصانع العطور والتفنن في بناء القصور والسيارات الفاخرة والملابس التي تتفاخر دور الأزياء في إنتاجها في الوقت الذي يعيش نصف المجتمع جاهلاً لا يجد المدرسة وجائعاً لا يجد الخبز وعاطلاً لا يجد العمل , ويحني كلّ هؤلاء رؤوسهم ذلاً ورهبة امام جبروت القوة وتمتلئ قلوبهم حقداً ,
وهذا الواقع ينذر بثورة اجتماعية حتميّة.. عالجوا الظواهر المرضية في البدن ليس بالمسكنات وإنما بالحلول العادلة والإصلاحات الحتمية قبل أن يبلغ اليأس مداه وينفلت الزمام من أيدي العقلاء…

( الزيارات : 772 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *