جنيف ..إما أن تكون أولا تكون

جنيف : إما أن تكون أو لا تكون..
انتهت الجولة الأولى من جنيف2..
كتبت في اليوم الأول بعد الجلسة الافتتاحية أن جنيف قد انتهت..وأوصيت العائدين لأوطانهم أن يحملوا معهم بعض الهدايا الصغيرة لشعبنا الأعزل المستضعف المقهور المستذل هدية العودة من جنيف ,الإفراج عن المعتقلين في السجون وإيقاف البراميل المتفجرة وإدخال الطعام إلى المناطق المحاصرة ..مطالب صغيرة جداً وغير مكلفة .. ومع ذلك عادوا جميعاً وحقائبهم خالية من كل ذكريات جنيف ..لا شيء في كل الحقائب..
ما أقسى ما تفعله قسوة القلوب بشعبنا الأعزل.؟!. البسمة ماتت في الوجوه والأمل يخبو ضوؤه والقمريختفي خلف الأفق , ولا شيء يضيء الكون سوى أصوات منكرة في الظلام تخيف وتنذر وتوقظ كل النائمين..ما أقسى ما يفعلون بشعبنا الجريح..؟!
الكل عاد إلى فراشه الوثير وملايين من شعبنا لا يجدون فراشاً ينامون عليه , لا تأخذهم سنة ولانوم ينظرون إلى الافق البعيد المظلم ينتظرون أملاً أو بقايا من أمل ولا يجدون ما يبشرهم ولو بكلمة مواساة تخفف من آلامهم..
جريمة العصر أن يدمر شعبنا الأعزل لا لذنب اقترفه ولا لحق تجاوزه ..مطالب مشروعة لا تخيف ولا تهدد ..كل العالم عاجز عن إيقاف هذه الجريمة ..الكل مستفيد مما يجري , والكل لا يعنيه إن استمرت الأزمة والكل يقطف ثمار ما يجري ويحقق أهدافه في المغالبة والنفوذ على أنقاض ما تهدم من بلدنا ومن مات من شهدائنا ..
إذا سارت الجولة الثانية في جنيف على خطى الجولة الأولى فلا داعي لضياع الوقت..
جنيف إما أن تكون أو لا تكون ..
إذا أردتم إنقاذ سوريا من الدمار والخراب فليس هذا هو الطريق ..
عليكم أن تبحثوا عن الطريق ..هذه هي مهمة جنيف ورعاة جنيف..لا تطالبوا شعبنا أن يدفع ثمنا لخلافاتكم ومصارعاتكم …بلدنا ليست مطية لأحد ..دم شعبنا ليس رخيصاً ومستباحاً لكم أيها الكبار حيثما كنتم , فالله أكبر منكم جميعا..

( الزيارات : 746 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *