حروب الامس واليوم.

كلمة اليوم:
حروب اليوم ليست مثل حروب الامس ، بالامس كانت الجيوش المتقاتلة تقف وجها الى وجه فى معركة فاصلة قد تدوم اياما او شهورا واحيانا تنتهي بيوم او يومين بانتصار احد الطرفين على الآخر ، وتنتهي الحرب ، واليوم اختلف الامر فلم تعد المواجهة هي الخيار الافضل والاسلوب الامثل لانها مكلفة لمن يقوم بها ، وتحتاج الى كثير من التضحيات وتسيل فيها الدماء ، حروب اليوم اكثر ذكاء واقل شهامة واطول زمنا ، وهناك رابح وهو الاقوى وخاسر وهو الاضعف منذ البداية ، والشعوب المستضعفة هي الضحية التى تدفع الثمن ، وفى حروب اليوم يقف المعتدى خلف الابواب الموصدة ويشعل النار فى الغابات التى منعت عنها المياه طويلا واصبحت فى حالة القابلية للاشتعال السريع ، وعندما تشتعل النيران فى الغابات المتجاورة وتحرق كل شيء يتقدم الخصم وهو يرتدى ثوب الحكمة والهيبة والكمال ناصحا الاطراف الغاضبة وداعيا لالتزام الجكمة والسداد كما يراه هو وكما يسعى له ، ما اقسى حروب اليوم وهي تثير الفتنة بين الاخ واخيه والجار وجاره وتشكك كل فريق بنوايا الاخر وتحذر منه وتدعو للقضاء عليه ، ما اقل وعي الشعوب وهي تتقاتل فيما بينها لا لهدف ترجوه وانما لصراع على السلطة والمجد تسعى اليه ، فتذهب السلطة ويزول المجد ويجلس الاخوة المتقاتلون على انقاض وطن قد هدموه ، ومجد اجداد ورثوه ولم يحموه ، وتركوه يحترق بين ايديهم وهم عنه فى غفوة يعمهون ، ولا يدرون ما ذا يفعلون ، محنة الجهل لاحدود لآثارها وقسوة الغدر لاحدود لآلامها ، وعندما تستل السيوف من اغمادها تتوقف العقول وتستسلم لاقدارها ، متى يصحو مجتمعنا على خطورة مؤامرة الغدر التى ارادت استنزاف شعبنا واذلاله وواضعافه لكي يستسلم لما يُفرض عليه ولكي يقبل ما سيرسم له مما يحقق اهداف الطامعين فى ارضنا الغادرين على الدوام بكل احلامنا الجميلة ..

( الزيارات : 1٬344 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *