ذاكرة الايام..ذكريات راقية
عندما نستعيد شريط الماضى نتذكر كثيرا من الرجال الذين يستحقون الاحترام والاشادة , وعندما نذكرهم نشعر بكثير من عواطف الوفاء لهم والشكر والتقدير , مازلت اذكر رجالا كان لهم الفضل فى حياتى , وانا مدين لهم بالكثير لانهم كانوا فى غاية النبل والرقي فى الخصال وفى المواقف , بعضهم كانت تربطنى بهم صلة قديمة وبعضهم صادفتهم فجأة وعلى غيرتوقع منى ومنهم , كانوا من اعظم الرجال نبلا وأكثرهم خلقا , ما اجمل ان نذكر هذه النماذج الرفيعة , اعترف ان معظمهم كان يفعل ذلك لا لمصلحة ولا لمنفعة , عندما أتامل بعض مواقفهم ازداد ايمانا بالانسان وثقة بان عظمة الانسان لا حدود لها , صادفت الكثير من تلك النماذج الراقية المتميزة التى تنتمى الى مختلف طبقات المجتمع , وهذا جعلنى اؤمن ان الخير موجود فى الانسان , عندما تبحث عن النماذج الراقية الخيرة فلا بد الا ان تراها وهم اكثر بكثير من النماذج السيئة , لا اقول ان الظلم من شيم النفوس والشر والغدر كذلك , ولكننى اقول الاصل فى الانسان هو الخير وليس الشر والاستقامة وليس الانحراف والحب وليس الكراهية , ما اجمل ان نرى الانسان فى احسن صوره , ما اجمل ان نرى فى الظلام ضوء القمر , وما اروع ان نرى فى الفضاء ذلك الصفاء والنقاء, رأيت الكثير ممن احمل لهم فى قلبى كل المحبة والتقدير, الشر عارض والكراهية ليست اصيلة فى النفس , فى كل بلد عشت فيه التقيت برموز علمية وغير علمية واعترف اننى رأيت الخير والفضل فيمن عرفت , كنت اتفهم جيدا دوافع الاخرين اذا اختلفت معهم , لا احد يكرهك اذا احببته ولا احد يظلمك اذا عدلت معه , الناس يكرهون صفات الشرفى الانسان ولا يكرهون الانسان , اعترف اننى مدين لكثير ممن عرفت من الاصدقاء فى كل بلد عشت فيه , مازالت ملامح بعض الاصدقاء ماثلة فى ذهنى تلهمنى الشعور بالامتنان , ما اجمل ان نمد يدنا لكل الاخرين محبة ومودة , اليس هذا ما يريده الله منا ان نفعله لكي نكون صالحين , الحدائق جميلة بزهورها لا باشواكها , والحياة جميلة برموز الخير والنبل فيها ..