رحلة البحث عن الحقيقة

ذاكرة الايام ..رحلة البحث عن الحقيقة
لم يكن هناك شيء لم يثر اهتمامى فى حياتى , كنت اتابع كل شيء, واحب ان اتعلمه وان اعرف اسراره من انواع العلوم والمعارف وتجارب الانسان , وكان يعجبنى ان اهتم بالظاهرة الاجتماعية والسلوكية واتامل فى سلوك الانسان واتتبع مواطن الاختلاف بين الانسان والانسان , كل انسان يبحث عن شيء ما يراه هو الاجمل فى حياته , لا احد اجده مخطئا فيما يختار لنفسه من افكار واهتمامات فى العلم والادب والشعر وفى انواع الفنون والرياضات , لاشيء لم احاول ان افهمه وان اختلط بالمهتمين فيه , فى مرحلة ما فى حياتى الاولى اقتربت من عالم الرياضة واخذت اتابع ابطالها وأتأمل فى حياتهم ومغالباتهم ومنافساتهم , اصبحت افهم جيدا كيف يفكرون وكيف يلعبون , وعالم الرياضة عالم مستقل وممتع ومثير, وفى فترة ما فى حياتى الدراسية تعلقت بالمسرح الثقافى وكنت اتابع اهم المسرحيات العالمية التى كتبها كتاب المسرحية العالمية من امثال شكسبير فى هاملت وعطيل وتاجر البندقية وكنت اتعلم مما اراه دروسا فى الحياة وطبائع النفوس , وكنت اتابع حوارات النقد الادبى والنقد المسرحى والنقد الرياضى وكل المراجعات النقدية فى العلوم الانسانية , واستفيد من تجربة كل فريق وطائفة وجماعة , لا احد لا يملك شيئا فى الحياة , والكل يرى نفسه كبيرا فى مجتمعه وفى عالمه الخاص به , لا احد يمكن ان يختزل الحياة فيه مهما كان كبيرا , الحياة عظيمة بكمالها وجميلة بكل ملامحها وممتعة بتجدّدها , ولولا ذلك لكانت مملة ..
تعالوا نكتشف الحقيقة من خلال ذلك الشوق الفطرى الى الكمال حيث كان ذلك الكمال , لا احد يمثل وحده الكمال , ومصدر السعادة هو شعور الانسان بالرضا والسكون القلبى الذى يكرم الله به من شاء من خلقه ممن تعلقوا به فسمت اهتماماتهم خارج نطاق المعايير المادية والعقلية ..
تعالوا نحلق خارج فضائنا السفلى الى الاعلى ومن عالم المادة الى عالم الروح ومن عالم المشاهدات الى عالم الاذواق الخفية لكي نرى جمال الحياة فى كمالها وفى قيم الخير والرحمة والتعاطف والعطاء التى تجعل الحياة اكثر دفئا ومتعة وفهما عن الله فيما اراده من الخلق فى استخلاف الانسان , والاستخلاف يتطلب التكليف , ولا يكون التكليف الا بتكامل العقل الذى ميز الله به الانسان واكرمه به لكي يحسن الفهم والاختيار والقرار , ولا عذر لمن عطّل العقل واحتكم لاهوائه واندفاعاته فكان كالانعام بل هو اضل , وهؤلاء هم الذين ختم الله على قلوبهم فلا يفقهون قولا ..

( الزيارات : 1٬596 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *