رحلة الحياة

ذاكرة الايام..رحلة الحياة
كنت احب الجلوس فى شرفة مطلة على ميدان كبير تتفرع منه الشوارع الى كل الجهات وكنت اتأمل باهتمام مواكب السائرين وهي تجرى مسرعة الى اهدافها لا تلتفت يمنة ولا يسرة ، قد يكون اصحابها فرحين او غير فرحين ولكنهم سعداء بما هم فيه ، كنت ارى جمال الحياة وروعتها فى هذه المواكب التى تبحث عن ذاتها فى جهد منظم ، وكنت ارى افرادا يقفون فى وسط الطريق مترددين حائرين ينظرون الى وجوه السائرين باعجاب حينا واشمئزاز حينا آخر لانهم لا يجدون ما يفعلون ، واذا وجدوا فقلما يسعدون ويصبرون يبحثون عن شيء لا يعلمون ما هو وكيف بصلون ،وفى النهاية يجلسون قى زاوية مقهى منعزل يتأملون وجوه المارين ويتمتمون بكلمات غير مفهومة لا يسمعها غيرهم تعبر عن ضبقهم بما يرون ، ما اقسى حياة الذين ينهضون صباحا ولا يجدون ما يفعلون ، لو ارادواشيئا لوجدوه امامهم ، ولكنهم لا يريدون ، ما يريدونه لا يكون ، وما يحلمون به يبحثون عنه فلا يمكن ان يجدونه فى ازقة الضياع ، الامنيات لا يمكن ان تكون حقيقة الا بجهد عاقل ، ومن لم يركب قطار الحياة فلا يمكنه ان يصل ، والتائهون قلما يهتدون الى الطريق ، والكسالى قلما ينهضون . رحلة الحياة مستمرة لا تتوقف ولا تنتظر احدا ، ومن لا يترصدها فقلما يكتشف مواعيدها ويهيئ نفسه لها ..
اعدوا انفسكم ايها الشباب لرحلة الحياة وانضموا الى مواكب الطامحين فالوقوف فى الطرقات قد يُمتعك ويشغلك ولكنه لن يوصلك الى هدفك ابدا ..

( الزيارات : 2٬383 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *