كلمة اليوم
تاملت فى دعوة الانبياء ومسيرة رسالتهم ووجدت انهم كانوا رسل هداية ودعاة فكر انساني يهتم بكرامة الانسان, فقد كان فكرهم مميزا بدعوته الى امور ثلاثة , اولها : الايمان بالله الواحد الاحد الذى لا شريك له , والثاني :بيان الحقوق التى اكرم الله بها الانسان , واهمها انه عبد لله ولا عبودية لغير الله من البشرالذين يملكون السلطة والقوة ويملك كل الحقوق التى يملكها كل الآخرين من حرية وكرامة وحقوق , وثالثها : الدعوة الى العمل الصالح الذى يحبه الله من عباده لكي يستقيم امر الحياة ولكي يكون الانسان مؤهلا لخلافة الله فى الارض, ورسالة الانبياء هي رسالة تنوير وتعليم وهداية ودعوة الى الافضل والاكمل فى الفكر والسلوك..
اما العلماء فهم ورثة الانبياء فى هذه الرسالة اذا التزموا بها وعملوا بمقتضاها , فاذا لم يلتزموا بها واستسلموا للطغيان وبرّروا المظالم وسخروا علمهم للدفاع عن الباطل فهم ليسوا ورثة للانبياء لانهم اساؤوا الفهم وخانوا الامانة وجهلوا فيما كٌلفوا به , فالغاية من العلم هو تنوير الناس بطريق الحق وتعريفهم بها لكيلا يسيروا فى طريق الضلال , ولا خير فى علم اذا لم يسهم صاحبه فى تنوير مجتمعه والنهوض به الى الاكمل , لا يمكن للعالم ان يكون وريثا للانبياء فى رسالتهم الا ان يحمل المشعل المنير بيده لكي ينيرالطريق لكل الضالين عن الطريق , ومهمته ان ياخذ بيد كل الضالين والمنحرفين والتائهين الى الطريق الصحيح , فى الليالى المظلمة يحتاج المجتمع الى مشعل العلم والنور والكلمة الناصحة الذى يحمله العلماء لكي ينيروا الطريق ويرفعوا شعار الكلمة الصادقة الامينة الناصحة التى تنير الطريق المظلمة لكيلا يتعثر الناس بما يصادفهم من عثرات الطريق ..
هذه هي رسالة العلماء فى كل عصر ان يكونوا رسل الخير المدافعين عن الحق وهم الذين يقفون الى جانب المظلومين والمستضعفين ضد كل رموز الشرالذين يعتدون على الابرياء والمستضعفين الذين لا يجدون ناصرا لهم الا من يحمل رسالة الانبياء من العلماء , ولا اهمية لعلم لا يدفع صاحبه الى الدفاع عن قيم الخير فى مجتمعه , واهم هذه القيم احترام الحياة وقدسية كرامة الانسان وادانة الشر والعنف والعدوان حيث كان مصدره لكي تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين طغوا وبغوا وظلموا هي السفلى , ما احوجنا الى هؤلاء العلماء الذين هم ورثة الانبياء فى الدفاع عن كرامة الانسان وحريته ضد كل رموز الفساد والطغيان الذين استكبروا فى الارض بغير الحق : ” وقالوا منْ اشدّ منا قوة اولم يروا ان الله الذى خلقهم هو اشد منهم قوة وكانوا باياتنا يجحدون