روحية الكلتاوية النبهامية

ذاكرة الايام… روحية الكلتاوية النبهانية

من اجمل اللحظات. التي كنت اشعر فيها بالصفاء الروحي.هي تلك الاوقات القليلة التي كنت ازور فيها الكلتاوية مقر السيد النبهان  طيب الله ثراه في حياته., الكلتاوية القديمة  التى شهدت طفولتى الاولى والكلتاوية الجديدة  ,  .وارتبط اسم الكلتاوية باسم السيد النبهان  كمنهج تربوي وروحى , . واصبحت الكلتاوية.فى حلب  مصطلحا له دلالته. كمنهجية اسلامية وروحية . ، وسوف تظل.كلمة الكلتاوية في ذاكرتي من اجمل الكلمات المعبرة عن روحية ذلك المكان. في طفولتي الاولي. حيث كنت اقضي تلك الطفولة  فيها، لقد. ابتعدت عن ذلك المكان لفترة طويلة.فيما بعد  ، وبقي الاثر الروحي في قلبي وذاكرتى يمثل لي تلك الروحية الهادية الي الطريق. كبوصلة بيانية مرشدة لى في رحلة الحياة كمنارة احتاج اليها ،. ما زلت اذكر. الكثير مما تركته تلك التربية الروحية الاولي في. نفسي ، وكنت استعيد كل تلك الذكريات الكامنة. في نفسي وفِي الذاكرة. ،. اعترف انني. فيما اصف به  الكلتاوية  متحيز لها  بعواطفي ومشاعري , واري فيها. صورة محببة الي نفسي ، وكنت اصلّي الجمعة في الكلتاوية عندما اكون في حلب واستعيد بعض تلك. الذكريات واجد الكثير مما كان يسعدنى ,  ، وكان ذلك يمنحني الكثير من المشاعر الروحية. الراقية التي كنت احتاج اليها. ، انه الوقود الروحي الذي نحتاج اليه لتغذية تلك القوة الخفية وهي القوة الروحية. التي نغالب بها القوي والرغبات المادية.الجامحة ,  وكل قوة  تحتاج الي غذائها. بما. تحتاج اليه من الاسباب ، اعترف بحبي للكلتاوية ولكل ابناء الكلتاوية. او انتسب اليها  من قبل ومن بعد ، وكنت اغار علي سمعة الكلتاوية. واضيق بمن يسئ اليها ولو بغير,قصد وسوء نية. , ولو باشارة. خفية،  احيانا كنت التقي باخوان الكلتاوية من العلماء وبخاصة في جلسة الاحد بعد العصر، اوبطلاب الكلتاوية بعد صلاة الجمعة. ، وكان هذا اللقاء هو الاحب الي نفسي ، لانه  كان.. يشعرني بالسعادة واشتاق اليه ، كنت اجد في

الكلتاوية صفة هي الاهم التي كانت تلفت انتباهي في كل من  ينتمي الي. الكلتاوية. وهي صفة. الادب بكل دلالات ذلك الادب ، انه الشعار الاهم. الذي كان يميز الكلتاوية ، تربية وتكوينا وسلوكا ، وكان الادب هو شعار الكلتاوية وكان ذلك  بفضل التربية الاولي في منهجية السيد النبهان طيب الله ثراه ، الادب اولا. الادب. مع الله ،والادب مع الناس , والادب. في كل شيئ ومع كل شيئ ويشمل ذلك  الاشياء . التي سخرها الله. للانسان. عن طريق حسن استخدامها ، ويجب ان نحسن. استخدامها  فيما خلقت له لكي تؤدي مهمتها. لخدمة الحياة واستقامتها ، ورأيت الكثير من المواقف. الذي تعبر عن ذلك المعنى الراقى للحياة ,  وكل شيئ. في الحياة. في خدمة الغرض من وجوده ، وما هو مسخر له. وهذا فهم. عميق. لاحترام الحياة ، وتلك هي روحية التربية النبهانية. ذات الفهم العميق. لمعني الادب مع الله. وكل شيى بامر الله لاجل كمال الحياة. بما هي عليه. من التعدديات. التي تعبر عن عظمة الخلق وحكمة الخالق. وان تري الله في كل شئ. في الوجود وهو الذى القلوب لما فيه ارادته  ، لانه يمثل الكمال. الالهي ، وكنت اجد في هذا الفهم. لمعني الايمان. رقيا وسموا. ، كم كنت اتأمل غي دلالة هذا الفهم. علي. عظمة الوجود والتكامل فيه. كمظهر. للارادة الالهية. ، ولا ادعي ان الكلتاوية. خارج. التقييم الموضوعي . والمراجعات لكي تحافظ علي تلك الروحية الاصيلة. فيها، ومن الطبيعي ان تتعدد الاجتهادات. في معايير الكمال. ، ولكن يجب ان نبحث عن الروحية الجامعة. من مجموع المواقف وتاريخ الكلتاوية من البداية ، واهمها  الادب مع الله ، والادب مع الناس ، وكنت اجد في الكلتاوية تلك الروحية التي. تعبر عن. القيم الاسلامية الاصيلة. الاخلاق والاستقامة والالتزام والصدق مع الله ،. وكنت في لقائي. مع  ابناء الكلتاوية اشعر. بسعادة كبيرة. ، واجد في طلاب الكلتاوية الصغار ذلك الصفاء الروحي وشموخ الشخصية الاسلامية ، وكنت اشعر بذلك الشموخ  في شخصية. السيد النبهان. في حياته. وقد تأثر معظم من تربي في الكلتاوية به في حياته. ، كنت اري الكلتاوية هي الرمز الكبير لمنهجية تربوية راقية التكوين بفضل تلك الروحية التي اودعها السيد النبهان طيب الله ثراه. في. كل المنتمين. الي الكلتاوية من الجيل الاول. الذي تربي في الكلتاوية ، وكنت احاول. ان اركز علي اهم  ما كنت الاحظه في منهجية السيد النبهان كما عشتها بنفسي ، وهي كما يلي :

اولا : تجديد الكثير من المفاهيم الصوفية التي كانت سائدة في. مجتمعها ، وبخاصة تلك الطقوس التي لا دلالة  لها، والتي اشتهرت لدي رموز. الصوفية الطرقية ، وانفراد كل طريقة بمنهج. يختلف عن الاخر ، وكان منهج السيد النبهان  . اتباع الدليل. والالتزام بالمنهج النبوي. ، وهو الجامع الذى لا انحراف فبه . والاولي بالاتباع. والالتزامً به . . ، وكان السيد. يعبر عن ذلك. فى مجالسه ويقول : طريقتى  محمدية ، وكانه كان يرفض ما عدا ذلك من. الاعراف والمنهجيًات  التي انفردت بها كل طريقة..

وثانيا : كان يكره ظاهرة التوريث. المتبعة في الطرق الصوفية ، وكل شيخ. يورث احد ابنائه. المشيخة. الصوفية. كما يورثه ملكية داره ،ومهنته المعاشية ، ويقع التنافس. بين الابناء والاتباع ، ثم بين الابناء انفسهم الى درجة التحاقد والانقسام الاسرى ، وكان ينكر فكرة التوريث المعتادة ، و ينفي ان يكون له وارث  ، فما اودعه الله في احد من عباده من الاسرار لا يورث. ، وحقيقة هذا. التوارث. هو توارث المكاسب الدنيوية. ، وهو منهج لا يليق بمن اراد الله فى عمله وزهد فيما عداه ، والصوفي الحق. كما كان يقول. لا يملك نفسه ولا ماله. فكيف يدعي. انه يورث مالا يملك ، وتلك. ظاهرة لا تليق برموز الكمال او ادعوه ولايمكن ان تصدرعن الصادقين ..

ثالثا : كان يكره البدعة  في العبادات والمبالغات فيها. بما يخالف السنة النبوية ، وكان يترك من يفعل ذلك لنفسه  ،وتلك هي مسؤوليته ، . ورأيته يتجاهل الكثير. مما عليه الناس من العادات. في المناسبات الدينية مما يراد به التقرب من قلوب العامة وهو كثير فيمن يطلب الدنيا ويسعى لها ، . وكان يكتفي بتجاهل ما يكره ,  وكان يكرر. ان ما ثبت لديه عن الرسول الكريم. اخذ به ، وما لمً يثبت لديه تركه. ، وكان يحترم ما اختاره اي احد لنفسه من منطلق مسؤوليته عنًنفسه

. رابعا : كان يري روحية العبادة هي الادب مع الله في العبادة، ولَم اسمعه يوما يتكلم عن مقدار الثواب. بلغة الارقام ، وكان يلتزم بالمنهج القراني ، وكنت اراه اقرب الي سلفية. السلف الصالح . الملتزمة بالنص. والباحثة.عن الحق  من غير مبالغات ولا اضافات ولا شطحات ، خامسا : اهم. صفة في منهجية السيد النبهان. الروحية هي الاعتدال والالتزام بالادب الاجتماعى  فى ارقي ذلالاته والرحمة بكل المستضعفين. من عباد الله. ومساعدتهم. والتخفيف منً معاناتهم. ، وتجلي ذلك. في مواقفه اليومية لمساعدةً كل المحتاجين.بقدر طاقته. ، ومارأيته يرد فقيرا احتاج الي مساعدته ، وكان يقترض لكي يفعل ذلك. ، اعتقد ان منهجية السيد النبهان ستعيد البريق. لمنهجية التصوف الاسلامي. الاصيل. بعد ان تراكمت. تجاوزات المنتسبين اليه في العصور. الاخيرة. التي تراجعت فيه. صورة التربية الروحية وانحرفت. منهجيتها. عما كانت عليه. من قبل من رقي المفاهيم. وزهد فى الدنيا والاعراض عنها بغير تكلف ولا ادعاء ، وانا واثق ان منهجية السيد النبهان ستحدث اثرا في تصحيح صورة التصوف الاسلامى وتعيد. الاهتمام. للتربية الروحية كمنهج اصيل لتكوين الشخصية الاسلامية الملتزمة بالقيم الاخلاقية الرفيعة ، واتوقع ان.تزدهر هذه المنهجية. بشكل اكبر في العراق الذي كان. السيد النبهان يحب. اهلها. ويخصهم. بالاهتمام. ويجد فيهم الصدق والوفاء بالاضافة الى  حسن الفهم. لقيم الاسلام الاصيلة….

 

( الزيارات : 616 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *