سر العناية

سر العناية
وجه فى ظلام الليل تلقاه ، يبتسم لك ، احيانا تعرف ملامحه ، وفى معظم الاحيان لا تعرفه ، تحسبه جاء صدفة ، هو شخص واحد وان تغيرت ملامحه عليك ، انه يتابعك اينما ذهبت ، احيانا تضيق بنظراته اليك ، وتريد ان تتحرر منه ، لو عرفت سرّه لامسكت به ، احيانا يغيب فلا تراه ، وتبحث عنه فلا تجد آثاره وتحسبه قد غادرك الى غير رجعة ، وتشتد عليك وحدتك ويضيق بك امرك ، وفى لحظة يشتد عليك ياسك مما انت يه ، وتظن ان النهاية قد اقتربت منك ، وان الابواب قد أوصدت ، وان النوافذ قد أُحكمت ، ويشتد قلقك ويتعالى لهيب الحزن فى قلبك ، وتظن بالله الظنونا ان الله قد تخلى عنك وودعك وقلاك ، وفجأة وعلى غير توقع منك ترى وجها مقبلا منك ، ما عرفته من قبل وما صادفته ، يقترب منك بحياء وخجل وثقة ، ويبتسم لك ، ويحمل فى يده بشرى ما كنت تتوقعها منه ، وتنهمر دموعك فرحا بما جاءك به ، ولا تصدق ان الابواب التى كانت موصدة قد فتحت ، وان النواقذ التى كانت مغلقة قد انفرجت عن ضوء شمس انارت طريقك ، وترى يدا دافئة امسكت بيدك وقادتك برفق الى ما انت باحث عنه ، وكأن الماضى ما كان ، ذلك هو سر العناية التى يطوق الله بها من شاء من عباده ، الذين تولاهم واعطاهم وهداهم واطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ..

( الزيارات : 2٬562 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *