صلاة فى الكعبة

ذاكرة الايام..صلاة فى الكعبة
كنت احلم من طفولتى كما يحلم كل مسلم فى كل مكان ان يصلى ركعتين داخل الكعبة , وهو حلم كبقية الاحلام التى كنا نحلم بها فى تلك الفترة المبكرة من حياتنا , ليس كل ما نحلم به سيتحقق , وعندما حضرت اليوم الوطنى للمملكة العربية السعودية تذكرت ماكنت احلم به , فى عام 1999 اتصل بى الصديق القديم الدكتور عبد الله التركى وزير الشؤون الاسلامية فى المملكة ودعانى لحضور اللقاء السنوى لمسابقة حفظ القرآن الكريم الذى يعقد فى مكة المكرمة لاختيار الفائز الاول , لم اتردد فى قبول الدعوة وهي دعوة لا ترد لانها مباركة فى موضوعها وفى مكانها , كان المشاركون من علماء العالم الاسلامى هم من المهتمين بالقرآن من اشهر القراء ولم اكن منهم لعلهم ارادوا تكريمى بهذه الدعوة , وهناك التقيت بالشيخ السديس امام الحرم المكى لاول مرة , استقبلنا الدكتور عبد التركى وهو صديق قديم فقد كنا اصدقاء منذ عام 1966 فى كلية الشريعة فى الرياض وهو من افضل من عرفت من الاساتذة السعودين ويتميز بحسن الفهم والانفتاح والذكاء والحيوية , وكنا فى غرفة واحدة نجتمع كل يوم ونتزاور فى المناسبات , عندما تركت الكلية اصبح عميدا للكلية ثم رئيسا لجامعة الامام وكبرت الجامعة واصبحت من اهم جامعات المملكة واوسعها , ثم اصبح الدكتور التركى وزيرا للشؤون الاسلامية وهو الان الامين العام لرابطة العالم الاسلامى , واستمرت صلتى به والتقينا فى يروكسل فى المعهد الاوربي ثم فى روما , وكان له نشاط محمود ومشكور فى حدمة الثقافة الاسلامية فى المراكز الاسلامية فى اوربا , وعندما كنا فى مكة قال لنا : غدا سوف يذهب كل المشاركين فى هذا اللقاء الى الكعبة ونصلى ركعتين داخل الكعبة , وذهبنا فى الموعد المحدد الى المسجد وكنت اتساءل كيف ستكون الزيارة فى ظل هذ الزحام الشديد , كان كل شيء معدا بعناية , اقيمت السلالم حول الكعبة من مسافة بعيدة وكنا نمشى عليها الى ان نصل الى باب الكعبة , كان كل شيء منظما بحيث لا يتم عرقلة الطواف , دخلنا الكعبة وصلينا ركعتين , وحمدنا الله على هذة المكرمة التى يسر الله امرها على غير توقع , شعور غريب ينتاب الانسان داخل الكعبة ولا يمكن وصفه , هيبة وانس فى لحظة واحدة , واننى اوجه اصدق عبارات الشكر والامتنان للدكتور التركى الامين العام للرابطة وقد تلقيت قبل ايام تحية منه ارسلها مع صديق , وفى اليوم الثانى زرنا جميعا مصنع النسيج الذى تعد فية كسوة الكعبة من الخيوط الذهبية واهدونى قطعة منها , وفى المدينة المنورة زرنا المكان الذى يطبع فيه القران الكريم باعداد كبيرة وبعناية فائقة لتوزيعها على العالم الاسلامى كما زرنا الجامعة الاسلامية والمآثر التاريخية , وتابعت رحلتى الى الرياض وزرت وفقا لبرنامج منظم جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية وهي من اكبر الجامعات وهي مدينة وتذكرتها قبل ثلاثين عاما عندما كنت فيها وكانت متواضعة وصغيرة , واستقبلنى مديرها السيد الشبل على ما اذكر احسن استقبال فى مكتب كبير, وزرت الكثير ممن عرفت من الاصدقاء , ومنهم الصديق الدكتور احمد الضبيب مدير حامة الملك سعود الجامعة الام , كما زرت الصديق القديم الرئيس الاعلى لجامعة الامام الشيخ عبد العزيزابن محمد بن ابراهيم ال الشيخ رحمه الله فى منزله وهو والد الشيخ صالح ال الشيخ وزير الشؤون الاسلامية الان , وزرت الدكتور معروف الدواليبى فى منزله , كما زرت الصديق على ماجد القبانى السفير السابق فى الرباط ..
مااجمل ان نحلم وتتحقق احلامنا , تلك امنية كانت ولم اتصور انها ستكون , لعل الله اراد ان يكرمنا بها فضلا منه , وهذا يوجب علينا الشكر لله تعالى , ونعم الله لاتحصى , اكتب هذا والحزن يطوق مشاعرى وانا اسمع اليوم اخبار محنة اهلنا فى حلب المحاصرة , اللهم كن لاهل حلب ناصرا ووليا وتول امرهم برعايتك وفضلك , انهم ظلموا اشد الظلم واجتمع الكل عليهم طامعا وحاقدا وجاهلا وقاسيا ..الله خفف عنهم معاناتهم وخذ بيدهم وافتح لهم ابواب الفرج واصرف الظالمين عنهم ..امين ..

( الزيارات : 625 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *