صورة الدين في الأذهان

ذاكرة الايام..صورة الدين فى الاذهان
كانت كلمة التدين والدين فى الماضى القريب عندما كنا صغارا تعنى لنا الاستقامة والتقى والورع والرحمة والخير ومحبة الناس والتواضع والبشاشة , كانت هناك استثناءات قد لا تنطبق عليها هذه الاوصاف كلها او بعضها , ولكنها ليست هي القاعدة , وليس العيب فى الدين ولا فى ثوابت الدين ولكنها كانت فى تلك الشخصية التى خالفت ما يوجبه الدين عليها من التزام اخلاقى وسلوكي , قلة من اهل التدين كانوا اهل التزام كامل واستقامة , وهناك كثرة كانت تنقصهم الاستقامة ولكنهم لا يسرقون ولا يغدرون ولا تصدر منهم افعال الشر والفساد , وهؤلاء من سيطرت عليهم صفة الطمع ويحرصون على الكسب السريع من خلال تجاهل ما يوجبه الدين عليهم من الاستقامة , واغلب هؤلاء هم اهل دنيا وتطلع الى المجد والجاه والشهرة ولو بتجاوزات فى المعاملات كانوا يبررونها لانفسهم , ولكنهم ليسوا اشرارا ولا يصدر منهم الشر ولا يتوقع ان يصدر منهم , مظنة الخير فيهم هي الغالبة , وكانت هناك فئة ثالثة غلبت عيهم الاوصاف المذمومة واشتهروا بها , ومثل هؤلاء لم تكن تخجلهم الاوصاف المذمومة كالغدر والنفاق والتملق والكذب واكل اموال الناس بالباطل وكل سلوكيات الفساد والعدوان على المستضعفين ظلما , وهؤلاء تنطبق عليهم صفة السفه المذموم , بعض هؤلاء اهل سلطة ونفوذ وبعضهم لا يملكون تلك القوة ولا النفوذ , ولكنهم هم مطية للسفهاء طمعا في مال يحصلون عليه او مصلحة يسعون الى الوصول اليها , وهذه الصفات لم تكن خافية على من حولهم , ولكل انسان استعداد يوجه افعاله , كانت التربية الدينية الاصيلة تسهم فى تكوين الاوصاف المحمودة فى الانسان , وعندما يقال فلان صاحب دين كانت تعنى انه من اهل الاستقامة لا يظلم ولا يأكل اموال الاخرين بظلم لان الدين يردعه عن ذلك , كان الدين بالرغم من كثير من الاخطاء والتجاوزات التى لا يقرها الدين هو الغالب فى سلوكه , فقد كان الدين من اهم عوامل الاستقرار الاجتماعى , صاحب الدين لا يقتل ولا يعتدى على الاخرين ولا يرتشى ولا يخون الامانة , هكذا كان مفهوم الدين واثره فى حياتنا , كانت كلمة الاسلام تعنى الكثير من الدلالات , وقد انتشر الاسلام فى كثير من المجتمعات الاسيوية بفضل التجار المسلمين الذين كانوا اهل استقامة فى معاملاتهم واهل فضيلة فى سلوكهم , تعالوا نحاول ان ننشر الاسلام فى المجتمعات غير الاسلامية بسلوكية المسلمين من سياسيين وتجار وعمال , اننا اذا فعلنا ذلك نكون افضل عند الله ممن يبعدون كل الاخرين عن الاسلام بما يقدمون به انفسهم من فكر جاهل وتطرف فى المواقف وكراهية لكل الاخرين , حاجتنا الى مسلم متخلق بخلق الاسلام اكثر من حاجتنا الى مسلم جاهل بالاسلام , نحن اليوم فى مجتمع مفتوح على كل الثقافات والافكار فلما لا نقدم انفسنا للعالم من خلال سلوكيات راقية وشعارات ترفع من شأن الانسان ودعوات الى الخير والعدالة والدفاع عن المستضعفين فى كل مكان ..تعالوا نفكر من جديد لكي نجعل مساجدنا منابر للخير والاخوة الانسانية والعدالة الاجتماعية لكي نضيف الجديد الى تراث الانسانية وهو الايمان بالله والعمل الصالح..

( الزيارات : 668 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *