طريق الحوار لحل مشاكلنا

كلمة اليوم
عندما يمرّ الانسان بأزمة تسوّد الدنيا فى عينيه وتتراءى له الاشياء بغير الوانها واحجامها ، فما هو صغير منها يراه كبيرا ، ويختار حلولا لأزمته تزداد بها تعقيدا ويقدم على مواقف انفعالية غاضبة تزداد بها الازمة اشتعالا ، وما كان يسيرا يصبح عسيرا ، وتتباعد المسافات بين اصدقاء الامس ، ويسعى كل طرف فى التضييق على الآخر ، كم من اسرة كانت متماسكة فانهار جمعها وتفككت أواصرها ، وكم من زوجين كانا متحابين متعايشين فأصبحا متباغضين متنافرين يسعى كل منهما فى الاساءة للآخر ، وكم من أخوين كانا متآلفين فاختلفا فى امر صغير فأصبحا متباغضين وكم من مجتمع كان متآ لفا متعايشا آمنا فتفككت عراه وانقسم على نفسه ودفع الكل ثمن الخلاف غاليا ..لاأحد يخرج غالبا ومنتصرا فى صراع الاسرة الواحدة والمجتمع الواحد ..
لو اخترنا طريقا آخر لحل مشاكلنا وهو طريق الحوار العاقل والتفهم المتبادل والانصات الجاد للمطالب العادلة المشروعة لربحنا كل شيء ولم نخسر شيئا ، لا شيء لا يقبل المراجعة ومحاسبة النفس عليه فالخطأ يزال والصواب يجب ان يكون ..
والحوار العاقل هو أداة التواصل الانسانى وهو ظاهرة حضارية راقية الدلالة على رسوخ ثقافة المجتمع وتربيته ..
لا قوي ولا ضعيف ولا حاكم ولا محكوم فى العلاقات الانسانية ، فالكل سواء فى الحقوق وكلما ارتقينا فى فهمنا للدين ارتقى اسلوبنا فى حل مشاكلنا الاسرية والاجتماعية والسياسية لكي نكون من عباد الرحمن الذين اذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ، والسلام لا يعنى الضعف والتنازل ابدا وانما يعنى رقي الانسان وترفّعه من مستوى السلوك الغريزى الى قمة السلوك الحضارى والاخلاقى الذى يحبه الله من عباده ان يلتزموا به فى حياتهم ..

( الزيارات : 1٬646 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *