كلمة اليوم
ظاهرة الوهم كثيرة فى مجتمعنا , وتدل على خلل نفسى وخطأ تربوى , والواهم هو من يتصور شيئا فى حياته ليس موجودا ولا يراه غيره , واحيانا ينفصل المتوهم عن واقعه , ويعتبر ما يراه هو الحقيقة التى لا يراها الاخرون , هناك من تكثر خيالاته واحلامه ولكنه لا ينفصل عن واقعه , احيانا يكبر الوهم الى ان يصبح مرضا , فقد يتوهم الانسان شيئا غير موجود او براه اكبر مما هو فيه …والوسواس وهم ويدل على حالة ذهنية تسيطر على صاحبها فتدفعه الى سلوكيات خاطئة ..
ما اقسى ما يفعله الوهم بصاحبه , كم من زوج سيطر عليه الوهم فظن فى زوجته السوء , وكم من زوجة غلبها الوهم وسقطت ارضا تحت اقدامه فكان الثمن غاليا , واقسى انواع الوهم هو توهم الكمال الذى يصيب ابناء الاسرذات التاريخ المجيد او الثروات او المكانة والرفعة , هؤلاء عندما لا يجدون ما يفخرون به يذهبون الى الماضى ويعيشون فى مجد موهوم لم يعد موجودا ولكنهم يتمسكون به ويتقمصون شخصية من يقلدونه , احيانا يشعر هؤلاء بالحقد على مجتمعهم الذى لا يعترف لهم بذلك المجد وبتلك الخصوصيات التى يملكونها ..عندما يتربى الاطفال على توهم المجد يبتعدون عن مجتمعهم وقلما يفلحون فى تجارة اوسياسة اوزواج او اية علاقة اجتماعية لانهم يعيشون الماضى ويتجاهلون الحاضر , وتنطفئ كل الانوار ويظل المتوهم يقظا لا ينام يرقب مواكب الطامحين امامه ويحزن لنفسه ويمنعه كبرياؤه ان يرى الاخرون دموع شعوره بالاحباط والفشل ..
ما احوجنا الى تربية اصيلة تقود الانسان الى الافضل وتعلمه ان يعتمد على نفسه وان يكتشف قوته فى ذاته وقدراته والا يستسلم للوهم الكاذب فالحياة جميلة وممتعة ومتجددة بجهود الانسان الذى يملك وقود النشاط والامل .