عالجوا اسباب التطرف لكي تتمكنوا منه

كلمة اليوم
كنت الاحظ ظاهرة لا يمكن انكارها اثناء تتبّعى لسلوكيات التطرف والافكار المتشددة وهي انها تنمو فى ظل المجتمعات احلمنغلقة والاقل ثقافة وتواصلا مع الآخرين ، وتساءلت عن سر هذه الملاحظة واسبابها ، وهو موضوع يتطلب دراسة علمية واجتماعية ونفسية ..
كلما ضاقت رؤية الانسان كبرت الاشياء الصغيرة لديه ورأى نفسه اكبر مما هو عليه ، واعتقد انه على حق وكل الآخرين المخالفين له على باطل ، واعتقد انه يملك سلطة الاصلاح والتقويم دفاعا عن الحق الذى يراه ، وعندما يجد تجاهلا لما يدعو اليه يزداد تطرفه وتتجه اهتماماته الى التصدى لذلك الباطل الاقوى منه ، التطرف ينمو بسرعة فى ظل البيئات المنغلقة والاحياء الشعبية المهمشة والمنسية التى يغلب عليها الانفعال والغضب فتجد فى التطرف وسيلة للتعبير عن الذات ومواجهة الآخر ، سواء كان ذلك الآخر طبقة اجتماعية مترفة او نظاما سياسيا اوقيما اجتماعية سائدة ، والتطرف يزداد عندما يقع التصدى له عن طريق القوة ، ولا يعالج التطرف الا بزوال الاسباب المؤدية اليه ، وابرزها حالة الاحباط الاجتماعي التى تسيطر على عقول الطبقات المهمشة التى يضاعف الجهل من انفعالها ، وتختار العنف وسيلة للتعبير عن استيائها ..
هل نحتاج الى منهجية اصلاحية لكي نعالج اسباب التطرف بالاهتمام بتلك الطبقات الاجتماعية الاكثر فقرا وجهلا والاهتمام بأحياء الفقر والارياف المنسية المحبطة من واقعها الاجتماعي ..لا اظن ان العنف هو الطريقة الصحيحة لمقاومة التطرف ، فالغابات المهملة مهيأة للاشتعال فى كل وقت ، وبخاصة عندما تشتد الحرارة فيها وتمتد الحرائق الى الغابات المجاورة .

( الزيارات : 1٬469 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *