عندما نتجه إلى ثوابت الدين واصوله : نرتقي بمنهج التربية الإسلامية

حكمة اليوم
لم يشغل اهتمامى يوما موضوع الكرامة والكرامات الذى يهتم به معظم العامة ويعتبرونه من دلائل الولاية ، وعندما كتبت كتابى عن التصوف الإسلامى جاء خاليا من كل التجاوزات التى ازدهرت فى العصور الاخيرة ، لا احد لا يُؤْمِن بان الله تعالى يكرم عباده الصالحين بما شاء ان يكرمهم به من أوجه رعايته ، فالتكريم ثابت والكرامة من الله لمن شاء وفى الوقت الذى يشاء ، ومن علامة التكريم ان المكرم يشعر بفضل الله فيه ، فان ادَّعاه لنفسه وجعله مطية له لكي ترتفع به مكانته فى مجتمعه فهو مدع ولا يصدق فيما يدعيه ، ومبالغات العامة فى امر الكرامة يسيء الى معنى التكريم ، ولا يكرم الله الا من كان واضح الاستقامة ، والاستقامة كرامة ورعاية ، مبالغات العامة فى روايات الكرامة تسيء الى الدين وتشوه صورته وتجعل الاوهام مطية لادعاءات لا أصل لها فى الدين ، لقد أقام الله الحجة على الخلق بالاسباب الظاهرة المدركة ولم يكلفهم بماهو خارج الأسباب وهو مناط التكليف ، اما الغيب فالمسلم مكلف بالايمان به وليس الخوض فيه ، واكرم الله رسوله بمعجزات لا مجال لإنكارها ولا نجد فى منهج الصحابة ذلك الاهتمام بهذه الأمور التى أصبحت شائعة كتعبير عن التقى ، واحيانا تنسب الكرامة وتنتفى الاستقامة وهذا امر مؤسف ، منهج التكليف الشرعي يرتقى بِنَا الى فهم ايمانى وعقلاني لا تردد في الالتزام به بعيدا عما اشتملت عليه كتب المتأخرين من حكايات لا تخلو من مبالغات واوهام لاتتفق مع منهجية الدين فى تكوين الوعي الدينى لدى الشباب ، عندما نتجه الى ثوابت الدين وأصوله من غير تجاوز لها وإساءة لمضامينها نرتقى بمنهج التربية الاسلامية ونعمق القيم الروحية الأصيلة ونجردها من مخلفات عصور التقليد والتخلف وجاهلية المفاهيم الخاطئة ، معظم ما نقرؤه او نسمعه من المرويات والحكايات يخالف ثوابت العقيدة واصول الدين او لا دليل له فى الدينًً..

( الزيارات : 1٬074 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *